استضاف مركز الطفل فى الرقة سلسلة من ورش العمل العلمية ضمن برنامج "مؤسسات النفع العام والمؤسسات الخدمية الداعمة"؛ التى هدفت إلى إطلاع الأطفال المشاركين فى الملتقى، على جوانب اجتماعية واقتصادية وقانونية وصحية متنوعة، تساهم فى تنمية مواهبهم وقدراتهم، وتوفر الحماية النفسية والصحية لهم، وذلك ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للأطفال العرب فى دورته الثانية عشرة، الذى تنظمه مراكز الأطفال فى الشارقة، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، تحت رعاية حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى، رئيسة المجلس الأعلى لشئون الأسرة.
وشارك فى هذه الورش الفنان الكويتى يعقوب عبد الله، وعدد من المسئولين والشخصيات المجتمعية فى إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأقيمت بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة، فى إطار المسئولية الاجتماعية، والسعى إلى الاستثمار فى أجيال المستقبل.
وأقيمت الورشة الأولى تحت عنوان التجارة "بين الماضى والحاضر"، نظمتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وقدمها كل من سالم على الكتبى ومنى السويدى، وشارك فيها جميع الأطفال المشاركين فى الملتقى، وهدفت هذه الورشة إلى تعريف الأطفال كيف كانت التجارة فى الماضي، وأسباب تطورها، والصعوبات التى واجهها التجار فى الماضى فى عملية نقل البضائع إلى بلدانهم، كما تحدثت الورشة عن الأدوات المستخدمة فى الصيد والأسماء القديمة لها.
وتضمنت الورشة عرض مجموعة من الفيديوهات الخاصة بالعادات والتقاليد، ومحاضرات عملية عن الخياطة والحياكة، وكيفية استخدام الأدوات الخاصة بالحياكة، بالإضافة إلى التطرق إلى معنى "نحن المستقبل" لتقوية شخصية الأطفال ليصبحوا قادة وفاعلين فى المستقبل.
وتحدثت الورشة الثانية التى كان عنوانها "صحتى بيدى" عن أهمية نظافة الأيدى، وكيف يحافظ الطفل على نظافته، قدمتها هالة طلعت، حيث شرحت للأطفال أهمية المحافظة على نظافة أيديهم، والوقاية من الجراثيم، حتى لا تنتقل الأمراض إليهم.
فيما نظمت دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة ورش تعليمية للأطفال المشاركين فى الملتقى، أشرف عليها عبد الله مسعود من دائرة التنمية الاقتصادية، وتضمنت ثلاثة أنواع من الألعاب التعليمية للأطفال، وهدفت إلى تنمية أفكارهم ليصبحوا أذكياء أكثر، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع، واستهدفت هذه الألعاب جميع الأطفال المشاركين فى الملتقى.
أما الورشة الرابعة التى نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية وقدمتها اعتزاز خالد، اشتملت على مجموعة من الورش المتنوعة التى تخدم الأطفال، وتوجيههم لاستخدام البرامج الإلكترونية لعكس إبداعهم الداخلى، لتحفيزهم على الابتكار والإبداع فى المستقبل، بالإضافة إلى تنظيم الدائرة لورشة تحت عنوان "كيف تقول لا" شرحت للطفل كيف يقول لا لمن يؤذيه بطريقة حضارية، وتوعية الأطفال وحمايتهم لأنفسهم فى حال تعرضهم لأى أذى أو خطر أو عنف، مثل الاعتداء الجنسى والجسدى أو الإهمال العاطفى والاستغلال.
كما تضمنت الورشة الرابعة ورشة تحت عنوان "تأمين حقوق الأطفال" هدفت إلى تعريف الأطفال كافة، بأهمية احترام القانون لضمان حياة كريمة وأفضل لهم، وتعليمهم حقوقهم الأساسية فى المجتمع بجميع أشكالها.
وشرحت الورشة الخامسة التى نظمتها شركة بيئة وقدمها خالد القبيسى من الشركة، كيفية استخدام المخلفات البيئية، وإعادة تدويرها للاستفادة منها فى العديد من مجالات الحياة، حيث هدفت إلى تحفيز الأطفال على الإبداع من خلال ابتكار الأشياء الجديدة من المخلفات الطبيعية التى يخلفها الإنسان سواء كانت معدنية أو البلاستيكية بالشكل الصحيح.
ونظمت إدارة التثقيف الصحى الورشة السادسة، وحملت عنوان "عالم على وعلياء الصحى" قدمتها إيمان تركى، تم خلالها تعريف الأطفال المشاركين بإدارات الجمعيات الداعمة للصحة التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهدفت إلى توعية الأطفال بالمواضيع الخاصة بالسلوكيات الإيجابية المؤثرة على صحة الإنسان، مثل الرياضة والأطعمة الصحية والمشروبات الغنية الفيتامينات التى تساعدهم على النمو بشكل صحى وسليم، وكيفية الوقاية من الأمراض المزمنة.
وكان للورشة التى نظمتها مؤسسة القلب الكبير تأثيرًا كبيرًا فى نفوس الأطفال، كونها حفزتهم على التفكير بطرق إبداعية كبيرة من خلال تخيل أنفسهم بأنهم لاجئين ويريدون بعث رسائل للدول العربية بالمطالب التى يريدونها ويكتبون فيها ما يهمهم، لتفيدهم بالمستقبل، حيث قدم هذه الورشة ثلاث محاضرين هم، لمياء السويدى وسارة السويدى وعبدالله يوسف، قاموا بلفت انتباه الأطفال على الصعوبات التى يواجهها الأطفال اللاجئين وكيف تعمل مؤسسة القلب الكبير على مساعدتهم، لبناء وتأمين حياة أفضل لهم.
وفى الورشة الأخيرة التى أقامتها وأشرفت عليها جميعة أصدقاء مرضى السرطان، كان لها مردود إيجابى فى تفاعل من الأطفال، وجذبت هذه الورشة عواطفهم، حيث تم خلالها تعريف الأطفال على كيفية إكتشاف المرض عند الصغار، وطرق الوقاية منه وعلاجه، كما تم تعريفهم بأهداف الجمعية وأهميتها ورؤيتها، بالإضافة إلى إشراك الأطفال فى التفكير والابتكار من خلال جعلهم يفكرون بالأشياء الواجب توفيرها للطفل المصاب بالسرطان.
وقال الفنان الكويتى يعقوب عبد الله إن مشاركته فى ملتقى الشارقة للأطفال تأتى من منطلق حرصه الشديد على التعرف على احتياجات الأطفال عن كتب، للاستفادة من تجاربهم، واكتشاف ما يحبونه حتى يستطيع أن يطرح ويعرض فى المستقبل من خلال أعماله الفنية هذه الاحتياجات بطرق مبتكرة، كما أكد أن تواجده بينهم فى الورش يعد دافع لهم للاستمرار، وتشجيعهم للوصول إلى ما يريدونه فى المستقبل القريب الذى هم أجياله.
وقالت ريم بن كرم، إن هذه الورش تعد حافزاً مشجعاً للأطفال للابتكار بطرق جديدة من خلال تقديم كل ما هو جديد لهم على المستوى المحلى بطرق علمية وتعليمية جديدة، بالإضافة إلى أن هذه الورش ستجعلهم يتعمقون بالتفكير من أجل أن يبدعوا ويكونون أفراد فاعلين فى مجتمعاتهم. لافتة إلى أن اللجنة العليا للملتقى مستمرة فى تقديم الورش للأطفال طيلة أيام الملتقى لصقل شخصياتهم وتأهيلهم ليصبحوا قادة المستقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن ملتقى الشارقة للأطفال العرب تستضيفه إمارة الشارقة كل عامين، وتنظمه مراكز الأطفال، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ويعتبر منصة حقيقية للأطفال العرب لينطلقوا من خلالها لمناقشة القضايا التى تخصهم كشريحة لها أهميتها وتأثيرها الكبير فى المجتمع حاضراً ومستقبلاً، إذ يشارك فيه نخبة من الأطفال العرب من مختلف الأعمار والجنسيات، يلتقوا معاً فى بيئة آمنة ومستقرة، محفزة على الإبداع، ومشجعة على العمل المشترك.