أصدرت دار أشرف رضا للنشر كتاباً مصوراً عن الفنان التشكيلى الكبير الدكتور صبرى منصور، حيث إن الكتاب يضم تجربة الفنان صبرى منصور منذ نشأته فى إحدى قرى الدلتا ثم التحاقه بالفنون الجميلة وسفره فيما بعد إلى أوروبا، وهى الرحلة التي زادت قناعته بضرورة البحث والتنقيب عن سمات تميزه بين عناصر الحضارة والموروث المصري ليضفي عليها معالجات تربطها بالحاضر.
ويستعرض كتاب "مصور" نماذج عدة من أعماله الفنية منذ تخرجه فى الفنون الجميلة عام 1964 بالإضافة إلى نماذج من كتابات عدد من النقاد عن أعماله، مع تقديم مستفيض للكاتب ياسر سلطان.
وتعد تجربة الفنان صبري منصور هى واحدة من التجارب الفنية المتفردة في تاريخ حركة التصوير المصري الحديث، كما أنها امتداد لتيار من المصورين المصريين، هذا بالإضافة إلى أن أغلبية أعماله تستمد من طبيعة الثقافة المصرية.
وجدير بالذكر أن الفنان صبرى منصور بدء حياته العملية برسم العديد من الوجوه، وكانت الوجوه التي رسمها ذات مسحة أكاديمية لا تخلو من نزعة أسطورية غامضة تكتسى بها ملامح شخوصه، هذا بالإضافة إلى أن أعماله حملت تساؤلات مستمرة ودائمة عن سر الوجود والموت والحياة مستعيناً في الوقت نفسه بالذكريات الراسخة فى ذاكرته البصرية عن حياة القرية بليلها وضؤها البدائى ورائحة شوارعها وأفنيتها وغيطانها وسواقيها والحكايات التي كانت تثير خياله عن الجنيات والعفاريت وكل أبطال العوالم الخفية التي كان يسمع عنها.
كما تنقل بين عدة مراحل في تعامله مع البناء العام للوحة، من التزام أكاديمي في بناء العناصر والمفردات خلال المراحل الأولى من التجربة، إلى انفلات من أسر هذا الالتزام في مراحله اللاحقة، مستفيداً من رؤيته العميقة على جدران المعابد والمقابر الفرعونيه، ليصنع لنفسه نسقاً مشابهاً في بناء اللوحة يعتمد على تتابع المستويات والقيمة الرمزية لوضعية هذه المفردات وأحجامها.
متعلقة
توقيع "الهامش الاجتماعى فى الأدب" بالمركز الدولى للكتاب.. الليلة
موضوعات