بورتريهات الفيوم أصحابها اترسموا عايشين.. ومكان الحصول على الألوان "مفاجأة"

منذ أن تم اكتشاف بورتريهات الفيوم، فى نهاية القرن التاسع عشر، لا تزال صور الموتى المصريين مثيرة للفضول، خاصة أنها لم تحظ بكثير من الدراسات، وبالتالي ظلت الكثير من الأسئلة مستمرة، ومن هذه الأسئلة الملحة: من رسمها؟ ما الأصباغ التى استخدمها الفنانون فى ذلك، ومن أين تم شراء هذه المواد؟ وهل رسمت اللوحات خلال حياة الشخص أم بعد موته؟ وأعرب، مؤخرا، "سفوبودا لأرتسى" أحد الباحثين فى متحف "جيتى" بـ لوس أنجلوس، عن أمله فى الكشف عن تفاصيل البورتريهات، وإيجاد إجابات عن العديد من الأسئلة المفتوحة والمحيطة بالأعمال الفنية فى الثقافة المصرية المبكرة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "سى إن ان".. وأوضح "سفوبودا" أنهم يقومون بفحص هذه الرسومات بما سيكشف عن معلومات مهمة حول مجموعة الأعمال الفنية التى تعتبر تأثيرات من الرسم الغربى، لأن صور الموتى النابضة بالحياة ذات طابع فردى للغاية، وتظهر مزيجًا من التقاليد الجنائزية والفنية تجمع بين العالمين اليونانى والرومانى. وأشار "سفوبودا" هناك ما يقرب من 1000 صورة مومياء موجودة فى جميع أنحاء العالم، وللحصول على إجابات دقيقة، لابد من الوصول إلى جميع البيانات الخاصة باللوحات. وتابع سفوبودا، أن بوتوريهات الفيوم تجمع بين الفن الرومانى والمصرى، وتم إنتاجها فى وقت امتزجت فيه الثقافات الرومانية بمصر أثناء الاحتلال الرومانى، ففى هذا الوقت تمسكوا بالتقاليد الجنائزية المصرية "التحنيط" وتجارب الرومان المزدهرة بتقنيات الرسم والطلاء. وأضاف سفوبودا، ليس أمامنا سوى جمع المعلومات حول هذه الأعمال ومقارنتها، لذا قامت المؤسسات المشاركة فى مشروع دراسة "بورتريهات الفيوم" بتجميع التفاصيل حول حجم كل لوحة والمواد والنقوش التى استخدمت وشكل اللوحة وتفاصيل التزين ووضعها فى قاعدة بيانات واحدة. كما أتاح استخدام الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء والتصوير الإشعاعى وطرق التصوير الأخرى، مسح المواد وتحديد خصائصها دون الحاجة إلى استخراج عينات من الأعمال الدقيقة، ففى السابق كان علينا أن نأخذ عينة كبيرة جدًا للتعرف على الصبغة أو الخشب، الأمر الآن صارأسهل. وأوضح سفوبودا، وبتجميع البيانات الكاملة حاول الخبراء أن يعرفوا هل كان فنانا واحدا من قام برسم هذه البورتوريهات جميعا؟ وتبين أنه أكثر من واحد. وأضاف سفوبودا، يبدو أن رسامى المومياوات قاموا باستيراد المواد من شمال أوروبا، فالصبغة حمراء تم استيرادها من جنوب إسبانيا - وهى إشارة إضافية إلى تجارة الإمبراطورية المصرية بعيدة المدى. كما يشير الاستخدام الواسع للصبغة ذات اللون الأزرق الغامق، أن هناك إعادة تدوير للصبغة من صناعة الغزل والنسيج فى مصر. وعن السؤال الذى أزعج الباحثون كثيراً- هل رسمت الصور أثناء حياة الأشخاص أو بعد وفاتهم؟.. قال سفوبودا، إن مجرد رسم صور للمومياء يعنى ذلك أنهم تمتعوا بمكانة اجتماعية عالية، موضحا أن جزءا كبيرا من اللوحات تصور الشباب فى فترة العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر، وإن عيونهم الكبيرة توحى بجهد الفنانين فى رسم تفاصيل شخص ما على قيد الحياة بدلاً من موته مؤخرًا. لكن أشار سفوبودا، إلى أن فحوصات التصوير المقطعى المحوسب المستخدمة لدراسة التصميمات الداخلية للمومياوات تكشف أن أعمار المتوفى تتوافق فى الغالب مع عمر اللوحات المماثلة. وشرح سفوبودا، أن هذه النتائج تدعم أيضًا الإحصاء السكانى فى ذلك الوقت، حيث يصفون أن معظم الناس ماتوا صغارًا، لأن عمر المريض عادة ما يكون قصيراً بسبب أمراض العدوى أو الولادة.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;