وجه الشيخ الدكتور سلطان القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدعم المهرجان القرائى الذي يعقد حاليا بالشارقة دولة الإمارات العربية بـ 2.5 مليون درهم وتعزيز مكتبات الشارقة بالمحتوى المعرفى المتميز من خلال اقتناء الكتب الحديثة من دور النشر المشاركة فى المهرجان ورفدها إلى مكتبات الشارقة، وذلك ضمن دعمه الدائم للمبادرات والفعاليات الثقافية وتعزيز القراءة من خلال أفضل الكتب.
جاء ذلك خلال افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، صباح اليوم، فعاليات الدورة الـ 11 من مهرجان الشارقة القرائى للطفل الذى تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بمشاركة 198 ضيفاً، من 56 دولة عربية وأجنبية يقدمون 2546 فعالية متنوعة، حتى 27 أبريل الجارى، تحت شعار "استكشف المعرفة" فى مركز إكسبو الشارقة.
وكان فى استقبال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى لدى وصوله كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى نائب رئيس اتحاد الناشرين الدولى مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمى رئيس مكتب حاكم الشارقة، والشيخ محمد بن حميد القاسمى رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، ومعالى زكى نسيبة وزير دولة، وسعادة خولة الملا رئيس المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة، و راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، واللواء سيف الزرى الشامسى قائد عام شرطة الشارقة، وعبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد من رؤساء الدوائر أعضاء المجلس التنفيذى لإمارة الشارقة، ومحمد عبيد الزعابى رئيس دائرة التشريفات والضيافة، و أحمد بن ركاض العامرى رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة عبدالعزيز حمد تريم مستشار الرئيس التنفيذى مدير عام اتصالات الإمارات الشمالية، وعدد من كبار المسؤولين وممثلى وسائل الإعلام.
وبعد قص شريط الافتتاح قدم مجموعة من أطفال مدارس الشارقة فقرة فنية ترحيبية عبروا خلالها عن أهمية القراءة ودورها فى تنمية معارفهم.
تجول حاكم الشارقة، فى أروقة وردهات المهرجان، حيث اطلع على ما تضمه دور النشر الإماراتية والعربية والعالمية المشاركين فى الحدث، واطلع على إصداراتها من الكتب المخصصة للأطفال واليافعين إلى جانب الكتب الإلكترونية والوسائل التعليمية المبتكرة والمتنوعة.
كما تفقد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى أجنحة عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والثقافية والتربوية، واستمع إلى شرح من القائمين عليها حول ما تقدمه من خدمات وفعاليات ثقافية.
وزار الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، معرض "السفر عبر طريق الحرير" الذى يقام ضمن فعاليات المهرجان والذى استحدث ليكون بمثابة البوابة التى تطل بالزوار وجمهور المهرجان على واحد من أكثر الطرق التجارية شهرة عبر التاريخ المعروف بطريق الحرير، كما زار سموه معرض "رحلة إلى الأعماق"، الذى يأخذ الزوّار إلى الأعماق المليئة بالأسرار والكنوز البحرية الرائعة، مستنداً من خلال ما يطرحه على مغامرات الكابتن "نيمو" فى أعماق البحار.
وحضر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى إطلاق ثلاث قصص توعوية، أصدرتها إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بالتعاون مع دار "كلمات" وبدعم من مبادرة ألف عنوان وعنوان، وهي: "سباق الصباح" للكاتبة ريم القرق، و"نزهة فى السوق" للكاتبة صباح ديبي، و"مسعود البطل" للكاتبة سحر نجا محفوظ، وتتناول الحكايات مفاهيم متنوعة حول سلامة الطفل بأسلوب يحاكى عقول الصغار، وتأتى باللغتين العربية، و"البريل" للأطفال المكفوفين وضعاف البصر.
كما أطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى خلال الجولة قصتين للأطفال، أصدرها مكتب الشارقة صديقة للطفل، الجهة المعنية بمتابعة وتنفيذ مشروع الشارقة صديقة للأطفال واليافعين، بالتعاون مع دار "كلمات"، إذ تستهدف القصتين الأطفال من عمر 5-7 أعوام، وتسلط الضوء على أهم معالم الشارقة، ومرافقها، والفعاليات المخصصة للطفل، التى أهلتها أن تكون مدينة صديقة لهم.
وشهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال جولته فى المهرجان جانباً من الفعاليات الثقافية التى ينظمها الحدث هذا العام وتعدّ جزءاً من الأحداث والفعاليات المتعددة والتي تتنوع ما بين برامج الفعاليات الثقافية وفعاليات الطفل وبرنامج الطفل، ومقهى التواصل الاجتماعي، ومقهى المبدع الصغير، وركن الطهي، حيث تحدّث سموه مع عدد من الأطفال المشاركين فى الورش وأشاد بقدراتهم ومهاراتهم وشغفهم للتعلم والمعرفة.
واطلع حاكم الشارقة على الأعمال الفنية التى يحتضنها معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل فى دورته الثامنة الذى تقدم للمشاركة فى مسابقته هذا العام 320 رساماً من 55 دولة عربية وأجنبية.
وتفضل حاكم الشارقة بتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثامنة من معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال، حيث فازت بالجائزة الأولى الرسامة يالفرانكيل من الأرجنتين، فيما نال الرسام اليابانى ماسانوبو ساتو الجائزة الثانية، وذهبت الثالثة من نصيب الرسام محمد برانجى من إيران، وأما على صعيد الجوائز التشجيعية فقد ذهبت من نصيب كلّ من الرسامة فيف نور من إستونيا، والرسامة فاطمة كوثرانى من لبنان.
وكرم الفائزين بجوائز مهرجان الشارقة القرائى للطفل وذوى الاحتياجات البصرية الخاصة، حيث ذهبت جائزة الشارقة لكتاب الطفل باللغة العربية من الفئة العمرية 4 إلى 12 عام، للكاتبة "عائشة العاجل" عن قصة "يد أمي"، فيما فاز بجائزة الشارقة لكتاب اليافعين باللغة العربية للفئة العمرية من 13 إلى 17 سنة الكاتبة "هند سيف البار" عن قصة "جزيرة الخواتم"، وعلى صعيد جائزة الشارقة لكتاب الطفل باللغة الإنجليزية من عمر 7 إلى 13 سنة، ففازت بها الكاتبة "جوليا جونسن" عن قصتها The Secret of the Cave، فيما ذهبت جائزة الشارقة لكتاب الطفل لذوى الاحتياجات البصرية، إلى الأمانة العامة للأوقاف بالكويت عن قصة "زيتونات جدتى زهرة"، القصة التى تعد جزءاً من سلسلة "قطوف الخير" للكاتبة "جميلة يحياوي".
كما كرم أيضاً الفائزين بجائزة الشارقة للأدب المكتبي، التى ذهبت من نصيب كلّ من الباحثين والأساتذة من جمهورية مصر العربية، وهم الدكتور عبد الرحمن فرج عن بحثه "المحتوى الرقمى العربى على الانترنت المتاح وفقا للوصول الحر"، والدكتورة نرمين إبراهيم على إبراهيم اللبان، عن بحث "دور الشراكة فى إثراء القيمة المعرفية الناتجة عن مشروعات التراث الأرشيفى الرقمي"، والدكتور محمد فتحى الجلاب، عن بحثه "التكاملية بين علوم المكتبات والمعلومات والعلوم الأخرى ودورها فى خلق المعارف الجديدة".
وتعد جائزة الشارقة للأدب المكتبى واحدة من أبرز الجوائز المتخصصة فى مجال المكتبات والوثائق والمعلومات على مستوى الوطن العربي، وتهدف إلى المساهمة فى النهوض بالبحوث والدراسات فى مجال المكتبات والوثائق والأرشيف والمعلومات، ونشر الوعى بأهمية ودور المكتبات والوثائق والمعلومات فى تطوير الحركة الثقافية والبحثية فى العالم العربي، كما تشجيع الباحثين على ابتكار وخلق أنماط جديدة من الرؤى البحثية والتطبيقية فى مجال المكتبات والوثائق والمعلومات.
وتشهد دورة المهرجان الجديدة هذا العام تقديم برامج وأنشطة تربوية شاملة باللغتين العربية والانجليزية، إلى جانب سلسلة عروض لأفلام ومسرحيات عالمية تقدّم للمرة الأولى بأربع لغات وهى العربية، والإنجليزية، والهندية، والأردية، كما يشارك فى الحدث 167 ناشراً من 18 دولة عربية وعالمية، تتصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 62 دار نشر، تليها لبنان بـ 25 دار نشر، ومصر بـ12 دار نشر.
وتقام الدورة الـ11 من المهرجان تحت رعاية نخبة من الشركاء والرعاة وهمّ: مؤسسة الإمارات للاتصالات، الراعى الرسمي، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، الشريك الإعلامى الرسمي، وشركة أبوظبى للإعلام، الشريك الإعلامي، ومعرض اكسبو الشارقة – الشريك الاستراتيجي.
ويعتبر مهرجان الشارقة القرائى للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين فى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم فى إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.