صدرت حديثا طبعة جديدة من كتاب جورج أورويل "الكتب مقابل السجائر" ترجمة على الكندى وإقبال عبيد، عن دار نشر مدارك.
ويقول الكتاب "إنه اليوم بعد 70 سنة من وفاة جورج أورويل (1903- 1950) نشعر وكأنه يكتب عن أوضاعنا، اليوم يأخذنا جورج أورويل فى مقالاته لاكتشاف تجاربه ونظرياتها التى سلط الضوء عليها فى مجتمعه وعالمنا عبر نشر تلك المقولات التى تؤرخ الفترات السياسية والصراعات السلطوية آنذاك فى إنجلترا.
ويصب اهتمام أورويل على الطبقات المهمشة والفقيرة المعدمة فى المجتمع كونه كاتبا اشتراكيا ففى مقالة "كيف يموت الفقراء" نجد أورويل يوثق المعاناة التى تتجلى بها غياب العدالة الاجتماعية والرعاية لتجعل أجساد الفقراء مادة دراسية لطلاب الطب يقول أورويل:
"الفقير الذى قد انطفأ كنهاية شمعة لم يكن مهما كفاية ليحصل على أحد ما إلى جانبه حاضرا ساعة وفاته. كان بالكاد رقما، (مادة دراسية) لمشارط الطلاب والشهرة الكريهة بالموت فى مكان كهذا" فما للفقير فى نظام رأسمالى بشع سوى أن يرضى بالخضوع والاستغلال".
أورويل الذى كرس كتاباته وانتقاداته لمستقبل أفض لا يكتفى بملاحظة ما يحدث حوله فقط، بل كان يتنبأ بنظريات للعالم أجمع، فكتب عن فلسفة الحروب الجديدة التى لم تعد تهتم فقط بضم وتوسع أراضيها فحسب بل تقليص العدالة واللامساواة وانتشار الكراهيية والقهر المعنوى والروحى لأفراده. وقد عانى أورويل من الناشرين نظرا لكونه كاتبا اشتراكيا وعانى من المؤسسات الثقافية الشيوعية بسبب موقفه من الحرب الإسبانية وانتقاداته لستالين آنذاك.
شملت نظرياته وانتقاداته حتى تبسيط اللغة لكتابة مقال واضح ومفهوم دون الحاجة للعمق والاختزال مما يؤدى إلى ركاكتها وسطحيتها وضياع هدفها المنشود.