تحتفل الكنيسة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، فى يوم 19 أبريل من كل عام بيوم القديس ليو التاسع، وهو بابا الفاتيكان رقم 152، ووالذى يعتبر أحد البابوات الإصلاحيين فى نظر أتباع الكنيسة الغربية، بينما تعتبره الكنيسة الكاثوليكية الأرثوذكسية زنديق وانشقاقى.
وفى القرن الحادى عشر انفصلت الكنيسة البيزنطية عن كنيسة روما، وأصبحت تعرف أيضا بالكنيسة الأرثوذكسية، وذلك بسبب قرار البابا ليو التاسع الذى طالب بأن يكون له سلطة على البطاركة اليونان الأربعة فى الشرق، وإضافة عبارة على قانون الإيمان النيقاوى حول انبعاث الروح القدس من الابن أيضا، وهو ما لا تعترف به طائفة الأرثوذكس.
وبحسب كتاب "تراثنا الروحى: من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة" تأليف سهيل بشروئى، مرداد مسعودى، فإن الخلاف وقع سنة 1054، حيث قام فى تلك السنة البابا ليو التاسع بشجب بطريرك القسطنطينية، مكرسا بذلك رسميا الانشقاق أو الانقسام الذى كان قائما فى كنيسة المسيح، وكان الخلاف قد نشأ خلال العقد الأول من القرن الخامسى عندما ابتعد المسيحيون فى الإمبرطورية الرومانية الشرقية وتنصلوا من الكنيسة الغربية، واحتفظ كل فرع من فرعى الكنيسة بهيكله الخاص المستقل بما فيه مبادئه وعقائده وطقوسه وكهنته، اصبح الشطر الغربى يعرف بالكنيسة الكاثوليكية (العالمية أو الشاملة) والشرقى بالأرثوذكسية (الرأى المستقيم أو المعتقد الصحيح).
ويوضح كتاب "الموسوعة الميسرة فى الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة" للدكتور أحمد عبد الموجود، أن ميخائيل كيرولاريوس بطريرك القسطنطينية عام 1053م، حاول الانفصال النهائى عن سلطة الكنيسة الغربية ليصبح إمبرطورا وبطريركا مساوبا لبابا روما، مستغلا الاضطراب السياسى فى الإمبرطورية البيزنطية وأعلن أن البابوية فى روما أصبحت ألعوبة فى يد رجال الدولة الغربية فتصدى له البابا ليو التاسع وقضى على حركته باستمالة الإمبرطور البيزنطى قسطنطين التاسع إلى جانب دعواه بأحقية سيادة الكنيسة الغربية عل الشرقية.
لكن ما لبث أن توفى البابا فى عام 1054م، حتى استغل بطريرك القسطنطينية الفرصة السانحة ليجمع حول دعوى الانفصال رجال الكنيسة الشرقية مرة أخرى، حيث خضع لرأيهم الإمبراطور وأعلن رسميا استقلال الكنيسة الشرقية استقلالا تاما عن الكنيسة الغربية.