تمر اليوم ذكرى استقالة الإمام الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى، من مشيخة الأزهر فى 26 أبريل عام 1935، حيث تولى المشيخة بعد الشيخ المراغى، الذى ظل فى المنصب شهورا، بعدما تولاه عقب وفاة الإمام أبو الفضل الجيزاوى، ليتم تعيين الشيخ الأحمدى شيخًا للأزهر فى 7 من جمادى الأولى سنة 1348هـ الموافق 10 من أكتوبر سنة 1929م.
وبحسب كتاب كتاب "شيوخ الأزهر فى مصر" للدكتور عمرو إسماعيل محمد، فإن الإمام الراحل كان صلبا فيما يعتقده حقا، وكان يحرص على إقرار النظام وسيادة القانون، وقد لقى عداء سافرا من بعض الطوائف ومن رجال الأحزاب وبعض العلماء، فقابل هذا كله بالحزم والشدة والصرامة، لأنه كان يرى ألا تقدم للأزهر فى ظل الهدوء والسكينة.
وبدأ الشيخ الإمام الظواهرى فعلا فى الإصلاح الذى كان يريده، فتمكن من إلغاء مدرسة القضاء الشرعى اكتفاء بكلية الشريعة، ومن إلغاء تجهيزية دار العلوم تمهيدًا لإلغاء كلية دار العلوم اكتفاء بكلية اللغة العربية، وأطلق اسم الجامع الأزهر على كليات التعليم العالى وعلى أقسام التخصص، وأطلق اسم المعاهد الدينية على المعاهد الابتدائية والثانوية الملحقة بالأزهر.
ولم يكن الإصلاح مقتصرًا على تنظيم الكليات وتعديل المناهج العلمية، وإنما أصدر مجلة ثقافية تتحدث باسم الأزهر وتراثه العريق باسم مجلة (نور الإسلام) ثم تغير اسمها إلى (مجلة الأزهر)، وبدأ إصدارها فى المحرم سنة 1349هـ - مايو سنة 1930م.
ومن الملاحظ أنَّ الشيخ الإمام لم يستطع تحقيق كل ما يطمح إليه فى كتابه (العلم والعلماء) لاعتبارات سياسية، ونجحت التيارات الحزبية والسياسية فى إحاطته بجو خانق من العداء، فقدم استقالته فى 23 من المحرم سنة 1354هـ الموافق 26 من أبريل سنة 1935م، وقبلت.