شهد معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2019، مناظرة شبابية لرصد إيجابيات وسلبيات النشر الورقى فى العالم، ونظمها نادى "كلمة" للقراءة فى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى، وتكونت المناظرة من فريقان ضم كل منهما ثلاثة متحدثين، حيث شرح كل منهم إيجابيات وسلبيات الكتب الورقية والرقمية فى العالم المعاصر.
وفى بداية المناظرة، قال سعيد حمدان الطنيجى، مدير إدارة النشر فى دائرة الثقافة والسياحة أبوظبى، والذى كان أحد حكام اللجنة، إنه مما لا شك فيه أن للكتب دور مهم فى حياة الإنسان بوصفها غذاء العقل والروح.
وبدأ المهندس محمد عبيد المنصورى، والذى كان عضواً فى الفريق المؤيد للكتب الرقمية، النقاش بقوله أن الكتب الرقمية تمثل المستقبل ولهذا ينبغى على الجميع الاستفادة من هذه التقنية والتشجيع على استخدامها. حيث قال: "يعد التحول الرقمى أمراً بالغ الأهمية، وعلينا جميعاً أن نتقبل هذا التغيير بصدر رحب عوضاً عن محاولة الصدام معه".
وأشار المهندس محمد عبيد المنصورى إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد الآن حركة تطوير تتمثل فى استراتيجية تقوم على الخدمات والوثائق غير الورقية. ووفقاً لهذا ستتحول الحكومة بشكل كلى وكامل إلى حكومة لا تعتمد الأوراق فى معاملاتها وخدماتها اليومية، الأمر الذى من شأنه أن يوفر أكثر من مليار ورقة تستخدم فى المعاملات الحكومية كل عام".
وشدد "المنصورى" على أن أحد أهم أهداف النشر الإلكترونى، هو سهولة وصول الكتب الرقمية، حيث لا يتوجب على الشخص سوى النقر على زر التحميل، وسيكون لديه فى غضون دقائق كتاباً ليقرأه دون عناء. وبات بإمكان الناس أيضاً جمع العديد من الكتب فى جهاز واحد، مع التذكير بأن الورق يعد مضراً بالبيئة أيضًا".
ومن جانبه علق سهيل أمين محمد، والذى كان ضمن الفريق المؤيد للكتب الورقية؛ أنه حتى فى ظل التسارع الرقمى الذى يشهده العالم الآن تبقى للكتب الورقية قيمة خاصة، ولا سيما بسبب الروابط العاطفية التى تنشأ بين القراء وكتبهم الخاصة.
وقال سهيل أمين محمد إنه لا يمكن للكتب الرقمية استبدال رائحة الورق والحبر المميزة. فرابطة الإنسان مع الكتاب هى علاقة شعورية فريدة من نوعها، وذلك الشعور الذى يسرى داخلنا أثناء تقليب أوراق الكتاب شعور مهم جدّاً بالنسبة إلى القراء.
وأضاف سهيل أمين محمد بأنه لا زالت الكتب الورقية تحتفظ بقيمتها رغم ظهور الكتب الرقمية وانتشارها فى المشهد المعاصر، حيث لم تتغير قيمة الكتب الورقية خلال السنوات القليلة الماضية، فقد قرأ ما نسبته 65% من الأمريكيين كتاباً ورقياً السنة الفائتة، ما يماثل تقريباً النسبة المسجلة فى عام 2012.
وأشار سهيل أمين محمد إلى أن زيارة المكتبات العامة ومعارض الكتاب، تمكن القراء من فحص وانتقاء الكتب الورقية، مما يمهد المجال أمام التعمق وقراءة المزيد من الكتب، وتوفر لنا فرصة تبادل الثقافة والمعلومات مع قرّاء آخرين.
كما أكد سهيل أمين محمد على أن الكتب الورقية تسمح بتعزيز ذلك المفهوم الاجتماعى بصورة أكبر مما قد نجده فى عالم الأجهزة الإلكترونية. كما تعدّ الكتب الورقية استثماراً جيداً تزداد قيمته مع الزمن.