اهتم بالتطور فى العلوم الإنسانية وفى علوم الأحياء، والتاريخ الطبيعى والفيزياء، هو هربرت سبنسر، الفيلسوف البريطانى، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذا ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1820.
يعد سبنسر أحد أكبر المفكرين الإنجليز تأثيرا فى نهاية القرن الـ 19، وهو الأب الثانى لعلم الاجتماع بعد أوجست كونت الفرنسى، اشتهر بنظريته عن التطور، وقد استند على هذه النظرية فى وضع الأسس لنسق ومنظومة اجتماعية (سوسيولوجية)، والتى تؤكد أن التطور تجاه تعقيد اجتماعى متزايد وارتفاع درجة الفردية فالمجتمع فى نظره مثل الكائن الحى المعقد.
وكان سبنسر، وليس داروين، هو الذى أوجد مصطلح "البقاء للأصلح"، رغم أن القول ينسب عادة لداروين، وقد ساهم سبنسر فى ترسيخ مفهوم الارتقاء، وأعطى له أبعادا اجتماعية، فيما عرف لاحقا بالدارونية الاجتماعية.
كان الفيلسوف الراحل عدوا للحرب والإمبريالية وهذا هو سبب معارضته الحرب الأمريكية الإسبانية لعام 1898، عمل مهندسا مدنيا، لكن اهتمامه المبكر بالكتابة جعله يعمل محررا فى جريدة اقتصادية.
وخلال عام 1851 انضم إلى مجموعة ترعى الفكر الحر والإصلاح، وبالذات تروج لفكرة التطور والارتقاء، وخلال بحثه فى نظرية توماس مالتوس، رأى سبنسر فى نظرية مالتوس قانونا عاما يصلح للبشر كما للحيوانات، حيث تعمل الحروب والكوارث والأوبئة على تصحيح الزيادة السكانية، ومنذ تلك اللحظة فصاعدا اعتبر سبنسر كاتبا مهما، ووجد تعبير"البقاء للأصلح" رواجا كبيرا.
وكان كتبه تحتوى قضايا مختلفة، وكانت ترى مسألة التطور والارتقاء فى شتى الجوانب الاجتماعية، حيث لا مكان للضعيف فى سباق الأقوياء، شكلت الداروينية الاجتماعية فى تلك الفترة بمثابة كفارة لضمير الإنسانية المتعب.
من مؤلفات الفيلسوف الراحل "الاستاتيكا الاجتماعية، أسس علم الحياة، أسس علم الاجتماع، وأسس علم النفس، وأسس الأخلاق".