تمر اليوم الذكرى الـ498 على رحيل المستكشف البرتغالى فرناندو ماجلان، بعد قتله على يد سكان جزيرة ماكتان الفلبينية بقيادة لابو لابو فى معركة ماكتان، فى 27 أبريل عام 1521 م.
فرناندو ماجلان (1480 – 27 أبريل 1521) رحالة ومستكشف برتغالى ولد فى سبروزا فى شمال البرتغال، ثم نال بعد ذلك الهوية الإسبانية نتيجة لخدمته للملك الإسبانى كارلوس السادس فى الإبحار غربا بحثا عن طريق إلى جزر التوابل (وهى جزر الملوك فى أندونيسيا).
وتذكر عدد من المراجع والمباحث التاريخية الأسباب التى أدت مقتل المستكشف الذى يعد أول من أتم نصف دورة للكرة الأرضية عند وصوله شبه جزيرة ملايو، على سكان الجزيرة الفلبينية، فيذكر كتاب "أخطاء يجب أن تصحح فى التاريخ: أفريقيا يراد لها أن تموت جوعا" تأليف الدكتور جمال عبد الهادى والدكتورة وفاء محمد رفعت، أن ماجلان ما أن وصل إلى هذه الجزر وظهرت لديه ميول استعمارية، وحملاته الصليبية، حيث اتفق مع ملك جزيرة سيبو وكان يدعى "هومابون" على أن يدخل الديانة الكاثوليكية، مقابل أن يجعله ملكا على جميع الجزر تحت التاج الإسبانى، ورضى "هومابون" بذلك، وظن أن ماجلان يستطيع ذلك ما دام يملك بعض الأسلحة النارية التى جعلته يتكلم من مركز القوة، ويظن بنفسه ملك الثقلين.
ويوضح الكتاب أن ماجلان أخذ يعمل على تمكين صديقه سالف الذكر من السيطرة على بقية الجزر، وانتقل من جزيرة سيبو إلى أخرى صغيرة بالقرب منها، وكان عليها سلطان يدعى "لابو لابو" وبمجرد أن علم الأسبان أن الحاكم مسلم ثار حقدهم وصبوا غضبهم على السكان حيث طاردوا النساء، وسطوا على الطعام، فقاومهم الأهالى، فأضرم الإسبان النار فى أكواخ السكان، وفروا هاربين.
رفض "لابو لابو" الخضوع لماجلان، وحرض سكان الجزر الأخرى عليه، ورأى ماجلان الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة حتى يرهب بقية الأمراء والسلاطين، وذهب مع فرقة من جنوده مزودين بأسلحتهم لقتال "لابو لابو" وتأديبه، وأرسل رسالة إلى "لابو لابو" قائلا: "إننى باسم المسيح أطلب إليك التسليم، ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد" فأجابه "لابو لابو" قائلا: "إن الدين كله لله، وإن الإله الذى أعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم" ثم هجم على ماجلان وقتله بيده، وشتت شمل فرقته، ورفض تسليم جثته للأسبان ولا يزال قبره فى جزيرة سيبو شاهدا على ذلك.