ما الذى يقوله كتاب "الشبق المحرم.. أنطولوجيا النصوص الممنوعة" لإبراهيم حمود، الصادر عن دار رؤية؟
يقول الكتاب: للوهلة الأولى، ثمة تناقض لافت بين "لشبق" وصفته "المحرم"، حيث إن الشبق موصوف بما هو عضوى، حيوى، أى بما هو إيروسى تحديدا، مهما اختلف حول حدود تعاطيه أو تبنيه قيميا، بينما "المحرم" فهو محال على الثقافى، على ما هو دنيوى محكوم بعلاقات اجتماعية وتاريخية وقانونية وفقهية، كذلك، لكن ما أوهى هذا الحد القائم أو المقام بينهما، وما أجلاه بما هو مثقل برهانات سلطوية والقيمين على حقوق الجسد تجاه الجسد وواجبه بالمقابل.
الشىء فاعل مؤكد فى لعبة الحياة بأكمل معانيها أو دلالاتها، إنه فائض الحب من جهة الميل الشهوى والتلذذى، وهو يتضمن عالما لا يقاس، كما لا يكتنه بسهولة تبعا للمجتمع وثقافته ومن يتولون إدارة مصائره الكبرى، ومن هنا يكون استشرافنا على فضيلة الشبق ورذيلته: فضيلة فى اعتباره محفزا إبداعيا وليس مجرد باعث على اللذة، ورذيلته عندما يتعدى حدود المحرك العضوى له، ويشكل تعديا على الآخر، كما فى حال الاغتصاب، أو العنف الضاغط من قبل الرجل تجاه المرأة، والشبق فى أعمق مغازيه يحمل بصمة ذكورية ذات مؤثر عرفى، تقليدى، مجتمعى النسب، كما لو أن الشبق هو ذاكرة الرجل: الذكر بـ ال تعريفه، وأن المرأة مسكونة بالنسيان، أى تكون صلتها بما هو مذكور هنا خدميا.
بالتأكيد لا يساوى الشبق: الرجل، ولا الرجل حصيلة الشبق، بقدر ما كان راسما حدود سلطته وامتيازاته فى التعبير الصريح عما لديه من امتيازات فى هذا المضمار، غازيا لـ داخل المرأة، بينما الجسد من الخارج يحمل آثار هذه السلسلة غير المنضبطة كونها فى ذمة "الرجل" وهو عنوان المرأة وتيهها فى آن، إنه طوافتها وإطفائية ما فى جسدها من "نار" لطالما ذمت من خلالها، كما تقول اللائحة الكبرى من الأسماء والمفردات الصفات والاستعارات فى اللغة العربية وبنيتها وعمرانها الصرفى والنحوى بالمقابل، فلا يكون المحرم إلا ما يحمل دمغه القيم عليها، لتكون المرأة حرم الرجل "حرمته" حرامه، وهو مشهر خلالها بما يتناسب وقيمومته عليها إلى يوم الدين.