منذ أبريل من العام الماضى، والأكاديمية السويدية للعلوم، الجهة المانحة لجائزة نوبل فى الآداب، على صفيح ساخن، وبالتحديد بعد الإعلان عما عرف إعلاميًا بـ"فضيحة نوبل الجنسية"، وهو الأمر الذى تسبب فى حجب الجائزة فى العام الماضى.
وجاء ذلك على خلفية اتهامات وجهت للمصور الفرنسى جان كلود أرنو، زوج عضوه سابقة فى الأكاديمية السويدية، بسوء سلوك جنسى أدت لتنحى عدد من أعضاء مجلس الأكاديمية، ويندر جدًا إلغاء أو تأجيل منح جوائز نوبل، وآخر مرة أُلغيت فيها جائزة الأدب كانت فى عام 1943 فى ذروة الحرب العالمية الثانية.
وأثارت الفضيحة عاصفة داخل الأكاديمية السويدية التى كان لأرنو علاقات وثيقة معها منذ فترة طويلة، ونشبت خلافات بين أعضائها الثمانية عشر وقد انسحبت منها الأمينة العامة الدائمة للأكاديمية سارا دانيوس، فضلاً عن سبعة أعضاء آخرين بشكل مؤقت أو دائم.
ومن أجل تحسين صورته، وإزاحة غبار الأزمة الكبرى التى تسببت فى حجب الجائزة لأول مرة منذ 75 سنة، حيث أعلنت الأكاديمية عن خطوات عدة من أجل ذلك، وكانت أولى تلك الخطوات هو تعيين أعضاء جدد وتسميتهم أمام وسائل الإعلام، بدلاً من الأعضاء الذين استقالوا على خلفية الأزمة، ومن أجل إظهار شفافية أكثر من جهة الأكاديمية.
ومن بعدها أعلنت الأكاديمية بتعيينها أمينًا جديدًا للجائزة، وهو أنديرس أولسون الذى كان يشغل منصب الأمين الدائم بالوكالة، وهو أستاذ فى النظرية الأدبية فى جامعة جوتنبرج، كما أعلنت الجائزة عن منح جائزتين فى حقل الأدب، هذا العام 2019، كتعويض عن عدم منحها لفائز خلال العام الماضى 2018.
ومن أجل زيادة أيضًا فى شفافية وتأكيدًا على نزاهة الجهة المانحة، أعلن المنظمون لفعاليات جوائز نوبل، الأربعاء الماضى، أنه سوف يتم إعلان الفائزين بجائزة نوبل للأدب لعامى 2018 و2019 فى العاشر من أكتوبر، وذلك فى معرض الكشف عن المواعيد السنوية لجوائز نوبل.
يذكر أن محكمة سويدية أصدرت حكمًا بالسجن عامين على المصور الفرنسى جان كلود أرنو، زوج عضو الأكاديمية كاثرين فروستنسون بتهمة الاغتصاب، بحق كريستينا فويغت والتى تعود إلى عام 2011.
وقال رئيس مؤسسة "نوبل" لـ"رويترز" الأسبوع الماضى إن المؤسسة قد تحرم الأكاديمية من منح جائزة "الآداب" ما لم تجر المزيد من التغييرات فى أعقاب الفضيحة.
الجدير بالذكر أن آخر الحاصلين على جائزة نوبل فى الآداب، كان الأديب البريطانى كازوو إيشيجورو، فى عام 2017، لرواياته وإبراز القوة العاطفية العظيمة، بكشفه الهاوية تحت شعورنا الوهمى بالارتباط بالعالم.