تمر اليوم الذكرى الـ 117 على رفض السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى مقترحا من مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل بإنشاء جامعة يهودية فى القدس، فى إطار جهوده فى حد دون هجرة اليهود.
فما هى الأسباب التى جعلت السلطان العثمانى يرفض هذا المقترح، وهل كانت وراء المقترح نوايا خفية لتوطين الهجرة اليهودية إلى الأراضى العربية فى فلسطين؟
بحسب كتاب "أسباب خلع السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909" للكاتب يوسف حسين عمر، فإن السلطان عبد الحميد الثانى، كان يعى جيدا من هدف "هرتزل" الحقيقى فى كون اقتراحه هذا إنما هو لخدمة اليهود وخطوة أولى من أجل تحقيق ما فشل فى تحقيقه سابقا، فهو يريد جامعة للشبان اليهود، كى يرزع فيهم حب الهجرة والاستيطان والتوسع، من أجل إقامة بناء الوطن القومى اليهودى المنشود، إلى جانب إعطاء هذه الجامعة ونشاطها الذى هو نشاط صهيونى بالدرجة الأولى صفة شرعية، ذلك فقد رفض السلطان عبد الحميد بقوة هذه الفكرة.
ويشير كتاب "العنصرية اليهودية وآثارها في المجتمع الإسلامي والموقف منها: الجزء الثالث" للدكتور أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الزغيبي، أن الهدف من مقترح هرتزل بإنشاء الجامعة العبرية، كان القضاء على الحركة الثورية بني الشبان الأتراك، وذلك عن طريق تأسيس جامعة يهودية فى القدس، لكن السلطان فضل تلقى الطلاب الأتراك العلوم فى الجامعات الأوروبية مع ما فيه من مخاطر، على مشروع الجامعة العبرية، لأنه رأى أن الغالبية من إنشاء هذه الجامعة سياسية استطانية، أكثر منها ثقافية.
ويوضح كتاب "استراتيجية تركيا شرق أوسطيا ودوليا في ضوء علاقتها بإسرائيل (2000 - 2001)" للكاتب رائد مصباح أبو داير أن قرار عبد الحميد الثانى، كان له بالغ الأثر فى تقويض أركان السلطنة العثمانية، رغم كل ما قام به عبد الحميد الثانى من أجل حماية اليهود وتوفير الأمن لهم داخل الأراضى العثمانية.