صدر حديثا للدكتور عبد اللطيف الحناشى كتاب جديد بعنوان "تونس من الثورة التائهة إلى الانتقال الديمقراطى العسير" عن دار سوتوميديا، والذى يتناول أوضاع الجمهورية التونسية بعد الثورة، ودور الأحزاب والمنظمات الوطنية فى الثورة ومجراها، وعرض لمختلف الانتخابات التى عرفتها البلاد منذ الثورة وإلى الآن.
الكتاب جاء فى 227 صفحة عبر 10 فصول، تدور حول القضايا والإشكاليات المختلفة التى عرفتها الساحة التونسية، ودور منظمات المجتمع المدنى والنقابات العمالية فى التحول الديمقراطى، وكيف أثرت الأوضاع فى ليبيا على الانتقال الديمقراطى فى تونس.
ويرى المؤلف أن تونس قدمت نموذجا فريدا فى الانتقال الديمقراطى، باعتبارها التجربة الأولى التى عرفها الوطن العربى، حيث تكمن فرادتها فى خصوصية القضايا التى خاضتها وعالجتها مثل مسألة الهوية واللغة ووظيفة الدين فى المجتمع وعلاقته بالدولة وموقع المرأة ودورها.
كما يرى الكاتب أنه برغم الاختلافات الإيديولوجية الحادة إلا أن منظمات المجتمع المدنى هناك تمكنت من إيجاد آليات لتجاوز الأزمة وتنظيم حوار وطنى يضم كل الأطراف الفاعلة. وتطرق الكتاب إلى كيفية نجاح النخبة السياسية فى تقويض قواعد اللعبة السياسية، وإرساء قواعد أخرى فى إطار تعددية حزبية وإرساء نابعة عن انتخابات حرة ونزيهة وعادلة.
ويرى الكاتب أن التداعيات الأمنية والاجتماعية التى مرت بها ليبيا، بالأضافة إلى انتشار الإرهاب وانعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية زادت من تعثر التجربة التونسية، لكن ذلك لم يؤثر فى تحقيق تونس إنجازات عدة أبرزها الحفاظ على السلم الاجتماعى والابتعاد على العنف السياسى.