يعد كتاب رأس المال فى القرن الـ 21واحد من أهم الكتب التى صدرت حديثا، كتاب رأس المال فى القرن الحادي والعشرين، تأليف توماس بيكيتي، ترجمة وائل جمال وسلمى حسين.
والكتاب يشكل أكبر مساهمة فى النقاش المندلع بين الاقتصاديين الغربيين حول انعدام المساواة فى مجتمعاتهم، وفيه يعرض توماس پيكتى أشكال تراكم الثروة بين الطبقات المختلفة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى اليوم. ويستخلص أن الثروة تتراكم لدى أصحاب رأس المال أكثر منها فى يد العاملين. ويعتبر أن استثناء حصل على أثر الحربين العالميتين اللتين أدتا إلى تدمير ثروات بعض الرأسماليين الكبار، فيما ساهم النمو السكانى والاقتصادى الاستثنائى الذى تلا الحرب العالمية الثانية واستمر ثلاثين سنة، أطلق عليها الفرنسيون لقب الثلاثين المجيدة فى إنعاش طبقة العاملين. كما ساهم فى توسيع الطبقة الوسطى إلى حجم لم تكن الدول الغربية شهدت مثله. لكن فور انتهاء مجهود إعادة الإعمار، عاد رأس المال ليتركز فى يد قلة قليلة، فيما راحت الطبقة الوسطى فى الدول الغربية تضمر رويداً رويداً.
ويعتبر الاقتصادى الفرنسى، أن اتساع الفجوة بين الأغنياء من جهة ومتوسطى الدخل والفقراء من جهة أخرى، سيمضى فى الاتساع مستقبلاً.
ويضرب پيكتى مثالاً على ذلك بالقول إن عائدات الفوائد على رأس المال هى 4 أو 5 فى المئة فى أقل تقدير، فيما يتراوح النمو الاقتصادى فى معظم الدول الغربية بين واحد و2 فى المئة، ما يعنى أن أصحاب الأموال يجنون من فوائدها نسباً أكبر من نسب النمو الاقتصادى العام، ما يعنى ازدياد ثرواتهم أكثر من أقرانهم فى الطبقات الأخرى، ما يؤدى إلى اتساع الهوة بين الطبقتين.