يعد تفسير "الطبرى" واحدا من أشهر الكتب الإسلامية، كتبه الإمام محمد بن جرير، الشهير بالطبرى، وانتهى منه عام 270 هـ تحت عنوان "جامع البيان عن تأويل آى القرآن" أو "جامع البيان فى تأويل القرآن"، ويعده البعض المرجع الأول للتفسير بالمأثور، أى تفسير القرآن بالقرآن نفسه.
وهو من أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم التفسير، وبالسنة وبالآثار عن الصحابة والتابعين، ويشتهر عنه كثرة القصص الإسرائيلى أو ما يسمى الإسرائيليات، ومن العلماء من يضعه أفضل كتب التفسير، وهناك آخرون يختلفون عليه من بينهم ابن كثير.
ويعود اكتمال الكتاب إلى عام 310 هجريا، حيث إن "الطبرى" ظل أكثر من 40 عامًا يقوم على تأليفه، وبحسب ما قاله الخطيب البغدادى "سمعت على بن عبيد الله اللغوى يحكى أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب فى كل يوم منها أربعين ورقة"، وكان أول ما أملى عليه الطبرى تفسيره هو أبى بكر بن كامل، ثم قام بإملائه على أبى بكر بن بالويه.
واعتمد فى أساس منجهه على التفسير بالمأثور، وهو التفسير بالأحاديث الثابتة عن النبى، أو أقوال الصحابة أو التابعين فى تفسير معانى الآيات والاهتمام بالأحكام الفقهية ويقف على الأسانيد، فيشتمل على عدد كبير من الأحاديث والآثار المسندة، ولم يكن يهتم بتفسير ما لا فائدة فى معرفته، كما اهتم الإمام الجليل بالأحكام الفقهية، فكان الطبرى صاحب مذهب فقهى، فكان يتعرض لآيات الأحكام ويناقشها ويعالجها، ولم يكن يهتم بتفسير ما لا فائدة فى معرفته، فضلا عن أنه كان يسوق فى تفسيره أخبارًا من القصص الإسرائيلى، وكان يتعقبها أحيانا بالنقد والتمحيص.
واعتمد "الطبرى" فى منهجه على استقصاء الوجوه المحتملة للآيات وهو كما ذكرنا يعتمد على التفسير بالمأثور فى الأساس، ثم القراءات بما يعنى اهتمامه بالقراءات القرآنية، وكان له اعتناء بعرض وجوه اللغة، فضلا عن آرائه الفقهية واجتهاداته التى أودعها فى التفسير، فمن منهجه فى التفسير، وقد كان ينكر بشدة على من يفسر القرآن بمجرد الرأى فحسب.