تعرف الأجيال إبداع الفنانة الكبيرة محسنة توفيق، التى رحلت عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز الـ 79 عامًا، بعد صراع مع المرض، لكن الأجيال الجديدة لا تعرف أنها كانت مناضلة كبيرة وأنها اعتقلت فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، نظرًا لاعتراضها على بعض قراراته.
ورغم اعتقال الفنانة محسنة توفيق التى ذاعت شهرتها بعد تجسديها دور "بهية" فى فيلم العصفور إخراج يوسف شاهين، كما قدمت خلال الدراما أدوار بارزه منها دور أنيسة فى مسلسل "ليالى الحلمية"، إلا أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كرمها وأعطى لها فى فبراير من عام 1967 وسام العلوم والفنون من جمال عبد الناصر.
وبحسب ما جاء فى مذكرات "أنجى أفلاطون"، والتى ذكرت فى جزء منها فترة اعتقالها فى السجن، والتى صادفت وجود الفنانة محسنة توفيق فى نفس الزنزانة، حيث قالت إنجى عن تجربتها فى السجن، "الأيام تمضى متشابهة كما تمضى الشهور كذلك، وليتم الإفراج عن المعتقلات قررنا عمل إضراب وهو أول إضراب سياسى فى تاريخ السجون النسائية المصرية، عام 1962، وكان شعارنا الإفراج أو الموت وكان الرأى العام العالمى متضامنا معنا آنذاك، ولكن باءت بالفشل، ووقتها تولى السجن مأمور جديد، حيث سمح لهم بالتمثيل وفقا لإمكانيات السجن وكان من بين المسجونات الفنانة محسنة توفيق التى لم تكن فى ذلك الوقت عرفت طريق للشهرة، وتم الإفراج عن إنجى فى يوليو 1963 مع زميلاتها المعتقلات".