حكت شهرزاد فى الليلة السابقة أن الملك شهرمان، لم يسكت على رفض ولده قمر الزمان فكرة الزواج، فاستدعاه مرة ثانية وطلب منه التفكير فى أمر الزواج، لكن قمر الزمان أعاد على والده قراره السابق بأنه لا يريد الزواج لأنه لا يثق فى النساء، وفى الحال استدعى الملك شهرمان وزيره ليأخذ برأيه.
فى الليلة الثالثة بعد المائتين قالت: بلغنى أيها الملك السعيد أن الملك شهرمان قال لوزيره: قل لى ما الذى أفعله فى قضية ولدى قمر الزمان؟ فإنى استشرتك فى زواجه قبل أن أسلطنه فأشرت على بذلك وأشرت على أيضاً أن أذكر له أمر الزواج فذكرته له فخالفنى فأشر على الآن بما تراه حسناً؟ فقال الوزير: الذى أشير به عليك الآن أيها الملك أن تصبر عليه سنة أخرى فإذا أردت أن تكلمه بعدها فى أمر الزواج فلا تكلمه سراً ولكن حدثه فى يوم حكومة يكون جميع الأمراء والوزراء حاضرين وجميع العساكر واقفين فإذا اجتمع هؤلاء فأرسل إلى ولدك قمر الزمان فى تلك الساعة وأحضره فإذا حضر فخاطبه فى أمر الزواج بحضرة جميع الأمراء والوزراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة والعساكر وأصحاب الصولة فإنه يستحى منهم وما يقدر أن يخالفك بحضرتهم.
فلما سمع الملك شهرمان من وزيره هذا الكلام فرح فرحاً شديداً واستصوب رأى الوزير فى ذلك وخلع عليه خلعة سنية فصبر الملك شهرمان على ولده قمر الزمان سنة كاملة وكلما مضى عليه يوماً من الأيام يزداد حسناً وجمالاً وبهجةً وكمالاً حتى بلغ من العمر قريباً عشرين عاماً وألبسه الله حلل الجمال.
ثم إن الملك شهرمان سمع كلام الوزير وصبر سنة أخرى حتى حصل يوم موسم، وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.