يعد كتاب "المنتظم فى تاريخ الملوك والأمم" واحدا من أشمل الموسوعات الإسلامية، وهو كتاب تاريخى من تأليف الشيخ أبو الفرج بن الجوزى، واشتمل على ترجمة أزيد من 3370 ترجمة ويعد أول تاريخ جمع بين الحوادث والتراجم على النحو الذى أصبح متبعاً من بعده، ويحتوى على 18 جزءا.
وتناول ابن الجوزى فى كتابه التاريخ العام من بدء الخليقة إلى سنة 574 هجرية/1179م، حيث ابتدأ مصنفه بذكر دليل وجود الله، ثم تتبع الخلق وقصص الأنبياء بداية آدم وخروجه من الجنة، وأول من سكن الأرض، وصولا إلى المسيح بن مريم، وسرد، قصص ملوك العالم، وتطرق للإمبرطوريات الكبرى فأطال فى تاريخ الفرس وملوكهم، وكتفى بالحديث عن بعض حوادث بلاد الروم وعلاقتهم مع الفرس وبناء القسطنطينية، ولم يذكر من ملوك اليونان سوى الإسكندر الأكبر وبطليموس، وجانب من الحياة العلمية عند اليونان، فيما أغفل تاريخ الصين ومصر.
وخصص ابن الجوزرى الجانب الأكبر للحديث عن السيرة النبوية ومرحلة المولد والنبوة، ومن بعد ذلك مرحلة الهجرة والتى بدأ به منهجا آخر ابتداء بالسنة الأولى للهجرة وحتى نهاية الكتاب، حيث يذكر حوادث كل عام ويختمها بوفيات هذه السنة.
ومن بعد السيرة النبوية، تطرق ابن الجوزى، إلى العصر الراشدى متناولا الحوادث السياسية والعسكرية التى حدثت فى فترة حكم الخلفاء الراشدين، فتناول حركة الردة وحوادث الجزيرة، وحركات التحرير فى العراق وبلاد الشام ومصر، وكذلك تعرض للحوادث الإدارية فى العصر الاموى، وتناول ثورة الحسين واستشهاده، وحركة زيد بن على، وحركات الخوارج وحركة موسى بن مسرح الخارجى، والحركة الزبيرية.
وقد تميز هذا الكتاب عما سبقه من كتب التاريخ بأنه يجمع بين كونه سردًا تاريخيًّا للأحداث على مدار السنوات، وبين احتوائه على ثلاثة آلاف وثلاثمائة ترجمة لمختلف الشخصيات من خلفاء وملوك ووزراء وفقهاء ومحدثين ومؤرخين وفلاسفة وشعراء ومصنفين وغيرهم.
والمؤلف عبد الرحمن بن على بن محمد الجوزى القرشى البغدادى أبو الفرج، علامة عصره فى التاريخ والحديث، ولد ببغداد سنة (508 هـ) ونسبته إلى (مشرعة الجوز) من محالها، كثير التصانيف، له نحو ثلاثمائة مصنف، وتوفى سنة (597 هـ).