ضريح محمد بن على بن وهب تقى الدين بن دقيق العيد القشيرى، قاضى القضاة تقى الدين بن دقيق العيد، والذى يقع فى القرافة الكبرى، وبالتحديد بجبانة التونسى، حيث يوجد ضريح العز بن عبد السلام وعطاالله السكندرى، ويتكون الضريح من مبنى مربع، فى ضلعه الشرقى ثلاثة محاريب، وفى الحائط الغربى يوجد المدخل، والضريح مغطى بقبة تقع على خمسة صفوف من المقرنصات فى اركان المربع.
أما صاحب الضريح تقى الدين بن دقيق العيد، فولد بالبحر الأحمر تجاه ينبع عندما توجه والده لتأدية فريضة الحج عام 625 هـ، فلما دخل الكعبة أخذه والده على يده وطاف به ودعا له أن يجعله الله عالمًا عاملا، وأمضى تقى الدين طفولته فى قوص، حيث كان يقوم والدة بالتدريس فى المدرسة، وتتلمذ على يد والده الذى كان يدرس الفقة على مذهب الإمام مالك والشافعى.
كان تقى الدين، حسب ما جاء فى "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، للدكتورة سعاد ماهر محمد، كثير الاطلاع حتى قيل إنه لا يوجد كتاب فى مكتبات المدارس التى درس أو درس بها فى القاهرة أو قوص إلا عليها تأشيرات بخطه، وعندما جاء إلى القاهرة قام بالتدريس بعدة مدارس بها، أولها المدرسة الفاضلية، ثم المدرسة الصلاحية، التى أنشاها صلاح الدين الأيوبى بجوار مشهد الإمام الشافعى.
تولى تقى الدين القضاء فى عهد السلطان "لاجين" بعد امتناع شديد، كما يذكر الاسنوى فى الطبقات، حتى قالوا له :إن لم تفعل ولوا فلانا وفلانا ـ لرجلين لا يصلحان للقضاء، فرأى أن القبول واجب عليه حينئذ، وقد عزل نفسه غير مرة ثم يعاد.
كان الشيخ تقى الدين عزيز النفس مترفعًا فى معاملة السلاطين والأمراء، وعلية القوم، كما أنه كان حزم وورع وتقوى، وخفيق الروح لطيفًا، يميل إلى المرح فى حياته الخاصة على نسك وورع، وكان الشيخ الراحل لا يخشى فى الله لومة لائم ومع ذلك كان عديم البطش قليل المقابلة على الإساءة، وكان كريمًا جوادًا سخيًا، كان يعطى فى كثير من الأحيان الذهب والفضة. ورحل الشيخ تقى الدين يوم الجمعة فى 11 من صفر سنة 702 هـ .