يعد كتاب "الكامل فى التاريخ" أحد أهم مصادر التاريخ الإسلامى، وهو من تأليف عز الدين أبى الحسن على بن أبى الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيبانى، المعروف بابن الأثير الجزرى.
وهو تاريخ عام فى 12 مجلدًا، منذ الخليقة وابتداء أول الزمان حتى عصره، حيث انتهى عند آخر سنة 628 هـ أى أنه يعالج تاريخ العالم القديم حتى ظهور الإسلام، وتاريخ العالم الإسلامى منذ ظهور الإسلام حتى عصره، والتزم فى كتابه بالمنهج الحولى فى تسجيل الأحداث، فهو يسجل أحداث كل سنة على حدة، وأقام توازنًا بين أخبار المشرق والمغرب وما بينهما على مدى سبعة قرون وربع قرن، وهو ما أعطى كتابه طابع التاريخ العام أكثر أى تاريخ عام لغيره، وفى الوقت نفسه لم يهمل الحوادث المحلية فى كل إقليم، وأخبار الظواهر الجوية والأرضية من غلاء ورخص، وقحط وأوبئة وزلازل.
وحرص المؤلف فى الكتاب على تعليل بعض الظواهر التاريخية ونقد أصحاب مصادره، وناقش كثيرا من أخبارهم، وتجد لديه النقد السياسى والحربى والأخلاقى والعملى يأتى عفوا بين ثنايا الكتاب، وهو ما جعل شخصيته التاريخية واضحة تماما فى كتابة على الدوام.
وتعود أهمية الكتاب إلى أنه استكمل ما توقف عنده تاريخ الطبرى فى سنة 302 هـ وهى السنة التى انتهى بها كتابه، فبعد الطبرى لم يظهر كتاب يغطى أخبار حقبة تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، كما أن الكتاب تضمن أخبار الحروب الصليبية مجموعة متصلة منذ دخولهم فى سنة 491 هـ حتى سنة 628 هـ، كما تضمن أخبار الزحف التترى على المشرق الإسلامى منذ بدايته فى سنة 616 هـ.
وعز الدين أبى الحسن الجزرى الموصلى (555-630 هـ) المعروف بـ ابن الأثير الجزرى، مؤرخ إسلامى كبير، عاصر دولة صلاح الدين الأيوبى، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل فى التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامى.