يحاول كتاب "الثورة الرابعة.. كيف يعيد الغلاف المعلوماتى.. تشكيل الواقع الإنسانى" تأليف لوتشيانو فلوريدى، ترجمة لؤى عبد المجيد السيد، والصادر عن سلسلة عالم المعرفة، الإجابة عن عدد من الأسئلة منها: من نحن، وكيف لنا أن ننتسب بعضنا إلى بعض؟
ويدفع لوتشيانو فلوريدي، وهو من الشخصيات البارزة فى الفلسفة المعاصرة، بأن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الأساسية تتغير بفعل التطورات المتلاحقة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ونظرا إلى انهيار الحدود الفاصلة بين الحياة متصلا بشبكة حاسوبية وغير متصل بها، وأيضا لكوننا قد أصبحنا متصلين بعضنا ببعض بسلاسة تامة ومحاطين بكيانات ذكية ومتجاوبة، فنحن جميعا مندمجون فى غلاف معلوماتى (إنفوسفير) على سبيل المثال الشخصيات التى نتخذها فى وسائط التواصل الاجتماعى تصب فى عالمنا "الحقيقى" إلى حد أننا نبدأ فى أن نعيش حياة دائمة الاتصال أو حياة الإنترنت، كما يسميها فلوريدى، هذا التحول الميتافيزيقى يمثل شيئا لا يقل عن ثورة رابعة تأتى بعد تلك الثورات التى كوبرنيكوس وداروين وفرويد.
تحدد "الحياة دائمة الاتصال" وتصف طبيعة نشاطاتنا اليومية أكثر وأكثر، فهى تقرر طريقتنا فى التسوق والعمل والتعلم ورعاية صحتنا والترفيه عن أنفسنا، كذلك تحدد طريقتنا فى التفاعل مع عوالم القانون والتمويل والسياسة، بل وحتى الطريقة التى تدير بها الحرب. لقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصال تمثل القوى البينية التى تكون وتحول واقعنا فى مختلف مناحى الحياة، كيف نضمن أننا سنجنى منافعها؟ ما مخاطرها المستترة؟ هل ستؤدى التقنيات الجديدة إلى مساعدتنا وزيادة مقدراتنا، أم نها سوف تقيدينا؟ يزعم فلوريدى أننا يجب أن نتوسع فى نهجنا البيئى والأخلاقى ليستوعب الحقائق سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، وإضافة لفظ "إليكترونيا" إلى المذهب البيئى الذى يستطيع التعامل بنجاح مع التحديات الجديدة التى نفرضها علينا التكنولوجيا الرقمية ومجتمع المعلومات.