"تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" هو أشهر وأكبر ما ألفه الإمام الذهبى، ويعتبر من أهم الكتب الموسوعية الضخمة التى صنفها المؤرخون المسلمون، وهو كتاب تاريخ وتراجم معا.
الكتاب رصد للتاريخ الإسلامى بداية من الهجرة النبوية وحتى سنة 1300م/700هـ مبنيا على 70 طبقة (أى 700 سنة حسب التقويم الهجرى)، هذه الفترة تشكل إطارا زمنيا مهما فى نشأة حضارة جديدة اتسعت جغرافيا لتلامس الشرق والغرب وتأثر فيهما بجوانب أخرى.
ويصور الكتاب الحياة الفكرية فى العالم الإسلامى وتطورها على مدى سبعة قرون، ويبرز المراكز الإسلامية ودورها فى إشعاع الفكر ومساعدة الناس، وذلك من خلال حركة العلماء وانتقالهم بين حواضر العلم المعروفة وغير المعروفة، واتساع الحركة وقت دون آخر، الأمر الذى يظهر مدى ازدهار المراكز الثقافية أو خمول نشاطها.
ويبين الكتاب من خلال ترجمته لآلاف العلماء وعلى مدى القرون الطويلة التى تعرض لها اتجاهات الثقافة الإسلامية وعناية العلماء بعلوم معينة، ويكشف عن طرائقهم فى التدريس والإملاء والمناظرة، ودور المدارس فى نشر العلم والمذاهب الفقهية فى أنحاء العالم الإسلامى.
وهذا العمل الضخم جرت أكثر محاولة لنشره كاملا، حتى وفق الدكتور عمر عبد السلام التدمرى فى تحقيقه فى نحو خمسين مجلدًا.
ومؤلف الكتاب هو محدث وإمام حافظ، وهو من علماء الحديث النبوى وعلومه، وظهر ذلك فى عنايته الفائقة بالتراجم التى صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخى، وقيل إن الإمام الذهبى سمى بالذهبى لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجى الذهب.