التاريخ الإنسانى مختلف وغريب، قدمته الأديان، وقدمته أيضا كتب التاريخ، والمؤرخون مختلفون من حيث مصادرهم ومن حيث ثقافتهم، لكننا هل قرأنا من قبل التاريخ السريانى وما يقوله عن قصة آدم عليه السلام.
رجعنا إلى كتاب "تاريخ ميخائيل الكبير" وهو بطريرك من مواليد "ملطية" توجد اليوم فى تركيا عام 1126، ومن رهبنة دير مار برصوم، وقد اكتشفت آثاره مؤخراً فى هذا الدير التاريخي، ورُسم مار ميخائيل قساً وترأسه، وعندما أجمع مطارنة الكرسى الرسولى على انتخابه بطريركاً، رفض الطلب، إلى أن عاهدوه فى أن يتقيدوا بقوانين البيعة، فنُصِّب بطريركاً على أنطاكية فى 1166 وعاش على الكرسى الرسولى حتى1199.
ومن أهم ما تركه ميخائيل الكبير كتاب "التاريخ الدينى المدنى العام.. من أول الخليقة حتى سنة 1193" وقد وضعه بلغته الأم السريانية، بقى تاريخ مار ميخائيل الكبير مفقوداً ردحاً طويلاً من الزمن، ولهذا اعتمد المستشرقون على نسخة مختصرة له بالأرمنية، إلى أن وجدت له نسخة فريدة باللغة السريانية فى مكتبة كنيسة الرها.
وفيه يقول عن النبى آدم وأسرته:
عرف آدم حواء بعد خروجه من الفردوس وهو فى السبعين من عمره، فولدت له قايين، وبعد سبع سنوات ولدت له هابيل، وبعد 52 سنة قتل قايين هابيل، فحزن عليه آدم وحواء مدة 104 سنوات، من ثم ولدا "شيت" وكان مشابها له تماما.
ويقول الكتاب: إنه الفترة من خلق آدم وحتى يارد المولود فى الجيل السادس الذى فيه توفى آدم 930 سنة، ولم يقيم فى هذه الفترة أى ملك.
ويتابع الكتاب: أنه بعد وفاة آدم تزعم ابنه شيت على الموجودين معه مدة 138 سنة، وقد عاش شيت بحسب الترجمة السبعينية 205 سنوات ثم أنجب أولادا، وبحسب الترجمة البسيطة 150 سنة، ومجموع ما عاشه شيت بحسب تقليد اليونانيين والعبرانيين والسريان 970 سنة، وتوفى فى الجيل السابع.
أما بحسب التقليد السريانى ففى الجيل التاسع.