فى التاريخ المصرى أيام كثيرة مشرفة، منها ما حدث فى زمن محمد على باشا، الذى تولى حكم مصر خلال الفترة من (1805 – 1847) ومن ذلك حروبه ضد الدولة العثمانية فى سنتى (1832 – 1833).
تبدأ القصة عندما تولى محمد على باشا حكم مصر فى عام 1805 بعد ثورة شعبية على الوالى العثمانى خورشيد باشا، أجبرت هذه الثورة الدولة العثمانية على الموافقة على محمد على ومنحه لقب باشا، لكن العلاقة بين الوالى والسلطان لم تكن على ما يرام.
يعرف محمد على باشا أن الدولة العثمانية لا تقدر طموحاته ولا قدراته لذا فإن فكرة استقلاله عن الدولة العثمانية كانت جزءا أساسيا من تفكيره، وبالتالي كان ضمه السودان خلال الحملة العسكرية ما بين عامي 1820 و1824 أول خطوات تكوين الدولة الكبرى الت حلم بها محمد على لكنها أيضا باب أساسي فى دق مسمار الخلافات بين الوالى والسلطان العثمانى.
ومع ذلك شارك الجيش المصرى فى حرب اليونان لمناصرة العثمانيين، وكان لمحمد على أهداف من وراء ذلك هو الحصول على ولاية الشام وضمها إلى مصر، وبالطبع رفض العثمانيون ذلك، وشعر محمد علي بالخديعة.
لكن محمد علي لم يتراجع لأنه اعتبر ولاية الشام حقه، فاتخذ من خلافه مع والي عكا، الذي اتهمه بعرقلة نقل الخشب والامتناع عن سداد ديونه وإيواء الفلاحين الفارين من التجنيد، ذريعة للقيام بحملتين عسكريتين على بلاد الشام.
خلال الحملة الأولى، بدأ التفوق واضحا للأسطول المصري، الذي سيطر على غزة ويافا وحيفا دون مقاومة، قبل أن يضرب حصارا شديدا على عكا استمر ستة أشهر، استسلمت إثره المدينة سنة 1832 ليقدم عقب ذلك رؤساء العشائر وأعيان سوريا ولاءهم لمحمد علي.
واستطاع إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا، أن يسيطر على كل من دمشق وحلب وحمص وحماه، عقب معارك طاحنة هزم خلالها العثمانيون ليجتاز جبال طوروس ويتوغل في الأناضول.