هرم زوسر يقع فى منطقة آثار سقارة، ويطلق عليه العديد الهرم المدرج، فهو أحد المعالم الأثرية الهامة فى جبانة سقارة غرب مدينة ممفيس القديمة فى مصر، بناه أمنحوتب خلال القرن الـ27 ق.م، ليدفن بداخله زوسر، وخلال السطور المقبلة نستعرض آخر ما وصل إليه أعمال تطوير وترميم الهرم، نتيجة متابعتنا المستمرة مع المعندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات.
قال المهندس وعد أبو العلا، إن الهرم المدرج او زوسر سيتم افتتاحه خلال العام الحالى 2019، فنحن نعمل باستمرار وبطريقة منتظمة لسرعة الانتهاء من أعمال تطويرة، حيث يشهد الهرم خلال الوقت الحالى أخر مراحل الترميم.
وحول الأعمال التى تتم بالهرم خلال الوقت الحالى، أوضح رئيس قطاع المشروعات، يتم الآن أعمال استكمال مرحلة من مراحل الترميم، وهى عملية حماية لأحجار الهرم لعدم تراكم مياه الأمطار، وتم الانتهاء من المصطبة الأولى وهى الأكبر، مشيرًا إلى أن أعمال الحماية لأحجار من تراكم المياه، تتم بتفكيك الأحجار وتركيبها مرة أخرى بعد حمايتها،
كما تتطرف رئيس قطاع المشروعات إلى الأعمال التى تتم بالمقبرة الجنوبية، بسقارة، والمقرر افتتاحها مع افتتاح الهرم، قائلا: إنه يتم العمل فى الوقت الحالى على الانتهاء من أخر مراحل الترميم والصيانة بالمقبرة الجنوبية لهرم زوسر، أن مراحل الترميم الأخيرة بالمقبرة الجنوبية التى تعد أحد العناصر الهامة للمجموعة الجنائزية للملك زوسر، تشمل المجاديل الموجودة فى ممر المقبرة ورفع الحائط الموجود اسفل المجاديل لوجود شروخ به.
أن أعمال الترميم شملت فك وإعادة تركيب البلاطات الفاينس الزرقاء و التى كانت مثبتة بالمون الجبسية، مما أدى إلى تساقط بعضها عبر السنين، كما تم تجميع وتركيب الفينسات التى كانت موجودة بالمخزن المتحفى، بالإضافة إلى تقوية المونات القديمة المتبقية مكان البلاطات المفقودة، وتثبيت القشور المنفصلة من البانوهات، وفك وترميم وإعادة تركيب الأعتاب الأثرية بجميع الفراغات، وعلاج التلف الميكروبيولوجى وإزالة الأتربة التى كانت تغطى السطح، وتدعيم وتثبيت الطبقات المنفصلة من السقف، وتركيب الأرضيات الحجرية، وتدعيم الأسقف وتركيب الاضاءة.
جدير بالذكر أن مجلس الوزراء وافق على تخصيص 15 مليونًا و398 ألف جنيه لدعم ترميم وصيانة الهرم المدرج "زوسر"، بعد أن توقف العمل فى ترميم وصيانة هرم زوسر منذ 2011، وتحديدًا بعد تقرير اليونسكو الصادر فى سبتمبر من نفس العام، الذى يفيد بأن الأوجه الخارجية للهرم تعانى من انعدام الصيانة على مر القرون، إضافة إلى الأضرار التى نجمت عن إزالة الكتل الترابية الأمر الذى أدى لخلق العديد من التجاويف الكبيرة فى عدة مناطق، وظهرت العديد من الكتل معلقة بشكل خطير بدون وجود أى دعائم لحمايتها.
كما أكد التقرير وجود بعض المشكلات فى أعمال الترميم، وبعد ذلك ترددت شائعات تفيد بأن الهرم خرج من قائمة التراث العالمى، وبدأت أعمال ترميم بالهرم عام 2006، على أن ينتهى عام 2009، وذلك أثناء تولى الدكتور زاهى حواس للوزارة، إلا أن التخوفات على سلامة الهرم، زادت بعد تقرير اليونسكو، الذى أقر العديد من المخالفات التى تمت من الشركة، وكانت هذه المخالفات بين مخالفات فنية تتمثل فى استخدام الحجر الجيرى فى سد الفتحات التى ظهرت بجسم الهرم بعد رفع الرديم الذى كان يغطيه ما أدى إلى تشويه شكل الهرم من الخارج إضافة إلى الأحمال الزائدة التى ضاعفت الحمل على الهرم وأصبحت تشكل الخطر الحقيقى على الهرم.
أما المقبرة الجنوبية لهرم زوسر قد اكتشفها عالم الآثار ( فيرث ) عام 1928م، وهو من أطلق عليها هذا الاسم نظرا لوقوعها فى الجهه الجنوبية الغربية من المجموعة الجنائزية.
المقبرة لها مدخل من الناحية الجنوبية يؤدى إلى سلم منحدر يتجه إلى أسفل، وبئر عميق يصل إلى حوالى 28م، ويوجد أسفله غرفة دفن صغيرة مبنية من الجرانيت يبلغ طولها 1.6م، ويوجد بها عدة ممرات زينت بعض جدرانها بقطع من الفيانس، وبعضها عليها مناظر تمثل الملك زوسر يقوم بطقسه تسمى "جرية الحب سد" ممثلا مرتين أحدهما يرتدى فيها التاج الأبيض والأخرى يرتدى فيها التاج الأحمر ملكا للشمال والجنوب.
وعلماء الآثار قد اختلفوا حول تحديد وظيفة تلك المقبرة، فالبعض يرى أنها عبارة عن قبر رمزى للملك زوسر بصفته ملكا للوجه القبلي، ويرى آخرون أنها كانت مكان لوضع الأوانى الكانوبية التى تحتوى على أحشاء الملك. والبعض الأخر يرى أنها بداية يناء الهرم الجانبى للملوك اللاحقين.