ضريح ابن هشام النحوى الأنصارى، الذى يقع فى بقرافة الصوفية باب النصر، خارج سور القاهرة القديم، وعلى بعد مائة متر تقريبًا، تعرف باسم مقبرة الشيخ ابن هشام، ويقوم فوق المقبرة تركيبة حجرية ويحيط بها مقصورة خشبية.
هو عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصارى كان معاصروه يعرفونه بلقبه "جمال الدين"، الذى ظل يعرف به عند جميع الدارسين، ما جعله يسجله على أكثر مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة، أما بالنسبة لجمهور النحاة فإنه كان يعرف باسم ابن هشام.
ولد بن هشام فى ذى القعدة سنة 708 هـ بمدينة القاهرة، ونشأ بها وتلقى بها دراسته الأولى، فقد التحق بالمكاتب الملحقة بالمدارس والخانقاوات، حيث تعلم العلوم الدينية حفظ القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية وقواعدها، وبعد أن أتم هذه المرحلة التمهيدية التحق بالمدارس التى تطور فيها تعليمه، فدرس أصول الدين كالفقة والحديث والتفسير وكذا علوم اللغة كالنحو والصرف والبيان فضلا عن الدراسات العقلية كالفلسفة والمنطق.
وكانت حياة ابن هشام العلمية حافلة بألوان من النشاط الفكرى، إذ لم يقصر جهده على التدريس بمصر فحسب، بل رحل إلى مكة وجاور بها وقرأ ودرس كتاب سيبوية عدة مرات، وقد أقام بمكة عام 749 هـ، وفى تلك الرحلة ألف كتابًا فى الأعراب فقده فى رحيله إلى مصر، ورحل ابن هشام مرة ثانية عام 756 هـ، إلى مكة وجاور بها.
واشتهر كثير من أحفاد ابن هشام بالعلم والفقة والأدب، فقد تتلمذ على يديهم كثير من علماء وفقهاء وشيوخ عصرهم، وفى ذلك يقول صاحب جعفر: وهكذا ظلت غرسة العلم التى استنبتها ابن هشام بكده وكدحه، فى اسرته يتوالى على العناية بها من بعده أبناؤه وأحفاده إلى زمن غير قصير ويستظل بها طلاب العلم والمعرفة فى أكثر من جيل.