تمر اليوم ذكرى الرحيل الأولى على وفاة المستشرق والمؤرخ البريطانى الشهير برنارد لويس، إذ رحل فى 19 مايو عام 2018، عن عمر ناهز 102 عاما، وهو أستاذ فخرى بريطاني-أمريكى لدراسات الشرق الأوسط فى جامعة برنستون، وتخصص فى تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب وتشتهر خصوصا أعماله حول تاريخ الدولة العثمانية.
وينسب للمؤرخ الراحل "برنارد لويس" وضعه مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، حيث قام بتقديم ثانى محاولات التقسيم والتدخل.
وبحسب كتاب " الربيع العربي... ثورات أم مؤامرات" للكاتب علي كريم حسين، فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، تم وضع وضع مشروع تفكيك الدول العربية، من قبل المستشرق اليهودى، حيث وصل إلى واشنطن آنذاك ليكون مستشارا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط، وهناك أسس تفكيك البلاد العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضه بعضا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق.
ووضع برنارد لويس مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية، وأوضح الكتاب إلى خريطة برنارد لويس تشير إلى تقسيم مصر إلى أربع دول هي: مسيحية في الصحراء الغربية وعاصمتها الإسكندرية، ونوبية في الجنوب، وإسلامية في الدلتا، وسيناء والصحراء الشرقية التي سيتم ضمها إلى إسرائيل الكبرى.
وكان المفكر الفلسطينى الراحل إدوارد سعيد دخل فى سجال مع المؤرخ الراحل، حيث أن "الإسلام الذي يقدمه لويس يتكرر لكنه لا يتغير حيث الميل إلى العنف والحنق ومعاداة الحداثة، وخصوصاً إسلام العرب المنغلقين المنشغلين بأنفسهم دون سواها والغارقين في تجارة الرق" مشيرا إلى وجود كتاب لويس «أين وقع الخطأ» بين الكتب الأكثر مبيعاً كان بسبب «إنه يلبي رغبة لدى الكثير من الأميركيين، إذ يؤكد لهم لماذا هاجمهم الإسلام بمثل هذا العنف والتعمد في 11 أيلول ؟، ولماذا يجب مقاومة أخطاء الإسلام؟»، وذلك حسبما يذكر تقرير نشر بجريدة الحياة اللندية بعنوان "الأصولية بين برنارد لويس وإدوارد سعيد".
وأتى تعليق لويس على رأي سعيد حين قرأ كتابه "الاستشرق" أول مرة، في جملة قصيرة: "عدا عن سوء نية سعيد، فإن جهله راعني".