خلال شهر رمضان المبارك نقدم لكم سلسلة "افطر مع رواية"، ونقدم اليوم رواية "حرب الكلب الثانية"، للروائى الفلسطينى إبراهيم نصر الله، الصادرة عام 2016 عن الدار العربية للعلوم ناشرون فى بيروت، وحصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2018.
ويتناول الكاتب الفلسطينى "إبراهيم نصر الله" فى هذه الرواية تحولات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي، بالتركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد، كما تسلط الضوء على نزعة التوحش، تلك النزعة المادية البعيدة عن القيم الأخلاقية والإنسانية.
وتدور أحداث الرواية فى المستقبل، فى زمن تصبح فيه الفصول فصلًا طويلًا واحدًا، والنهار خمس ساعات، حيث يتراجع دور الحكومات لصالح ما باتت تسمّى القلاع، وبقدرما تتأمّل الرواية حالًا عربيّة، بقدر ما تتأمّل أحوال البشر فى كلّ مكان، فى زمن لم يعد فيه الإنسان قادرًا على التمييز ما إذا كان الإنسان الذى يقف مقابله هو شبيهه أم قاتله.
الرواية تتحدث حول تحولات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازى، يفيد من العجائبية، ومن الخيال العلمى فى فضح الواقع وتشوهات المجتمع فى التركيزعلى فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد، وتكشف رواية "حرب الكلب الثانية" هذه نزعة التوحش التى تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية بعيدًا عن القيم الخلقية والإنسانية، فيغدو كل شيء مباحًا حتى المتاجرة بمصير الناس وأرواحهم.
وتثير الرواية قضايا مصيرية كبيرة فى مجتمع عربى أغلق على نفسه كل أبواب الحياة والحداثة وبدأ ينزلق نحو السقوط الكلى، مجتمع يموت يوميا بلا هوادة، يفقد أجزاءه الحية فى حالة تراجيدية شبه قدرية لا يمكن تفاديها.