يعد كتاب "تاريخ دمشق" أو "تاريخ مدينة دمشق - حماها الله - وذكر فضلها، وتسمية من حلٌَها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها"، من تأليف الإمام الحافظ محدث الشام ابن عساكر، من أهم وأضخم كتب التاريخ الإسلامى حيث يقع فى حوالى ثمانين مجلدا.
تناول فيه المؤلف تاريخ مدينة دمشق، وتكلم فى تراجم الأعيان والرواة ومروياتهم من كل من سكن أو جاور أو مرّ بمدينة دمشق، وترجم لعدد هائل من الأعلام فى تاريخ الإسلام منذ ظهوره إلى ما قبل وفاة المؤلف.
ويقول د شكرى فيصل عن كتاب تاريخ مدينة دمشق مظهرا مكانته بين كتب التراث بعامة ومكانته من كتب التاريخ بخاصة ومكانته من التاريخ لبلاد الشام بوجه أخص يقول: إنه يؤرخ لجوانب من الجاهلية، من حيث يترجم لرجال من الجاهليين والمخضرمين عرفوا دمشق وأعمالها أو حلوا بها أو اجتازوا بنواحيها من وارديها وأهلها كما يقول فى عنوان كتابه.
ثم هو يؤرخ للسيرة النبوية بجوانبها وللذى اتصل بها ونتج عنها وما كان فيها من أحداث، وذلك حين يبدأ كتابه بسيرة النبى صلى الله عليه وسلم ويخصص لذلك نصف المجلدة الثانية ثم هو يترجم للخلفاء الراشدين رضى الله عنهم، ولمن كان حولهم ومعهم تراجم طويلة مستوفاة فتأتى هذه التراجم وكأنها تاريخ للعصر كله بالكثير من دقائقه التى لا نجد بعض مادتها عند غيره، والتى لا تمتد فى بلاد الشام وحدها بل فى أقطار الإسلام كلها، حيث انتشر هؤلاء العرب فى العصر الأموى من أقطار الدنيا هداة أو دعاة فوادا أو علماء.
وابن عساكر هو أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقى (499هـ - 571 هـ) الإمام والعلامة الحافظ الكبير محدث الشام، ومن أعماله: تاريخ دمشق، الأربعون البلدانية، الأربعون فى الحث على الجهاد، كشف المغطا فى فضل الموطا، تبيين كذب المفترى فيما نسب إلى الأشعرى.