يواصل مركز دال للأبحاث فتح ملفات ثورة 1919 بمناسبة مرور مائة عام على اندلاعها، وفى أمسيته الرمضانية الثالثة، حيث يستضيف الأكاديمى والناقد الدكتور ياسر منجى أستاذ الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، ويحاوره الإعلامى رامى شفيق، فى حوار ممتد حول ثورة 19 وتأثيرها على الأعمال الفنية وبخاصة فن النحت، غداً الاثنين 27 مايو، الموافق 22 رمضان، فى تمام الساعة التاسعة مساءً.
ولم تصادف ثورة شعبية هذا التوافق مع عدد من الفنون، مثلما صادفت ثورة 1919، أثناء ذلك الفعل الثورى كان فنان مصر الكبير محمود مختار قد خبر المشاركة في الاحداث الوطنية قبل اندلاع الثورة، وشيد تمثال"رياح الخماسين" الذى عبر من خلاله عن صراع الفلاحة المصرية وسط الرياح العاتية، وإصرارها على ذلك، ثم ما لبث ان استقرت إقامته فى باريس مع اندلاع الحرب العالمية الاولى مع العام 1914، ومع شرارة الثورة تفاعل مختار مع احداثها بكل حواسه، الأمر الذى أنتج النصب التذكارى "نهضة مصر"الذى عرضه بصالون باريس الدولى فى العام 1920 .
ثمة تحول صادفه هذا العمل، حينما شاهد رفاق سعد زغلول "نهضة مصر" وارتأوا ضرورة أن يتأسس ذلك العمل في احد ميادين القاهرة عبر الاكتتاب العام من جميع المصريين، وبمبالغ زهيدة تبدأ من قروش وحتى مئات الجنيهات .
"نهضة مصر" الذى يعتبر الرمز الفنى لثورة 1919، ويقظة ووعى الشعب المصرى أزيح عنه الستار فى العام 1928 ، فى حضور الملك فؤاد، ومصطفى النحاس، ولم يكتب لسعد زغلول أن يشهد تلك اللحظة المهيبة اذ غيبه الموت فى أغسطس من العام 1927.