تمر اليوم الذكرى الـ55 على رحيل الزعيم الهندى الكبير جواهر لال نهرو، أحد زعماء حركة الاستقلال فى الهند، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال، أحد مؤسسى حركة عدم الانحياز العالمية عام 1961م مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وكان للزعيمين الراحلين موقفا كاد على أثرها أن تنفق منظمة عدم الانحياز فى مهدها، فحسب ما تذكر نشرة "فلسطين اليوم" الصادرة عن مركز الزيتونة للدراسات فى فبراير الماضى، لم يكن نهر، مقتنعا بمقاطعة إسرائيل وعزلها عن حركة العالم الثالث، وهو ما دفعه لمبادرة مفاجئة للمشاركة فى مؤتمر "باندونج" عام 1955، الذي يعدّ أول تجمع منظم لدول الحركة، وهو ما سبب إحراج للرئيس المصرى جمال عبد الناصر، مبدئيا اعتراضه على مشاركة دولة الكيان الصهيونى.
لكن نهرو حاول تخفيف غضب "ناصر" وسأله: "أليست إسرائيل دولة آسيوية"، وبدا معتقدا أن مصر باعتراضها تتمسك بشكليات لا تقتضيها طبيعة الحقائق، ثم إنها تخلط بين مشكلة داخلية وبين قضية عالمية يمثلها مؤتمر، يستهدف مواجهة الاستعمار والقضاء عليه، وفتح الطريق أمام حركة التحرير الوطنى.
ووفقا لما قاله الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فى حوار كان أجراه مع الزعيم الهندى على هامش المؤتمر: "لنقل إنها تحتل رقعة أرض فى آسيا، لكنها ليست آسيوية بالقطع، إسرائيل ليست غير رأس جسر للاستعمار على الشاطئ الشرقى للبحر الأبيض ومشاركتها ضد طبيعىة باندونج وطبيعة إسرائيل".
وأثناء المباحثات الرسمية حسم الرئيس عبد الناصر كل سجال عندما أكد إما مصر والعالم العربى وإما إسرائيل، وبلا اقتناع حقيقى استجاب نهرو، وسحب دعوته خشية تفكيك حركة عدم الانحياز قبل أن تولد فى باندونج، بحكم السياسات العملية قبل الصداقات الشخصية.