كانت تحية كاريوكا من أجمل فنانات الزمن الجميل، فقد مثلت حالة مهمة فى عالمى الرقص والتمثيل، وهى ذات تجربة كبيرة استمرت سنوات طويلة، ومرت بمراحل متعددة ومن هذه المراحل كان شارع عماد الدين.
ولدت تحية كاريوكا يوم 19 فبراير عام 1921 فى المنزلة فى بيت أخوالها، بينما كان والدها الذى وهو من الإسماعيلية واسمه محمد على النيدانى فى رحلة للتجارة، وكان رجلاً كبيرًا فى السن له أولاد وبنات من زيجات سابقة يكبرون فى العمر، أم "تحية" والتى كان اسمها "فاطمة الزهراء" وقد اتفق "النيدانى" وأمه "جدة تحية" على أن يطلقون على الطفلة الصغيرة "بدوية تحية".
ونظرا لظروفها السيئة هربت "تحية" إلى القاهرة وبالتحديد شارع عماد الدين بحثا عن الراقصة سعاد محاسن.
وعندما نزلت محطة باب الحديد بدأت تقرأ اللافتات، وهى تتداخل فى نفسها من الخوف، كان الوقت عصرًا والشارع مزدحمًا بالناس، وتوقفت عيناها عند لافتة كتب عليها "كازينو يوسف عز الدين" وبجوار الباب كان هناك صور ولافتات، ورجل وامرأة يجلسان فوق مقعدين على الرصيف.
"والنبى يا عم.. ما تعرفش الست سعاد محاسن؟.
قالتها بدوية وهى تقدم رجلا وتؤخر أخرى.
"عاوزاها ليه؟"
ضخمتها الفرحة فاهتزت بالطرب.
"عاوزاها"
وقالت المرأة:
"سعاد محاسن فى إسكندرية يا بنتي".
لكنها فى النهاية استطاعت أن تصل إليها، وعملت بعد ذلك فى فرقة بديعة مصابنى قبل أن تتجه إلى السينما وتحقق فيها نجاحا كبيرا.