شاعر أمريكى كام يقرأ كل ما يصل إلى يداه من كتب، هو والت ويتمان، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1819م، ورحل فى 26 مارس 1892م.
الشاعر الراحل تعرض للعديد من المواقف التى أثرت فى مشواره الأدبى، ففى بداية حياته عمل بالسياسة وكان من الرواد الأوائل الذين أرسوا دعائم الديمقراطية الأمريكية، ونتيجة لذلك اتسع نشاطه سواء السياسى أو الأدبى، إذ كان يراسل ما لا يقل عم 10 مجلات فى نيويورك وبروكلين.
والت وايتمان الذى لم يكمل تعليمه كان مطلع على هوميروس وشكسبير، وشعراء الهند وألمانيا القديمة، ودانتى، وكل ذلك أثر على شعره فى الإيقاع والمضمون، وخاصة فى المرحلة المتأخرة، حيث وصف عدد من النقاد بداية كتابته عندما كان يعمل فى السياسة وبالتحديد عام 1841م، كانت تقليدية وهزيلة، وسطحية ومسرفة فى العاطفة.
فى عام 1846 أصبح رئيساً لمجلة بروكلين إيجل الناطقة بلسان حال الحزب الديموقراطى، والتى هاجم فيها كل أنواع التعصب والفاشية والديكتاتورية، مؤكداً أنه لا ازدهار أمة إلا بترسيخ الديموقراطية فيها.
سجل الشاعر الراحل ذكرياته مع الحرب الأهلية فى أمريكا، داخل كتاب "مذكرات الحرب 1875م، والتى كان لا يعترف بها، إلا بعد أن جرح شقيقه فى إحدى المعارك، وحينها تطوع والت للعمل كممرض فى مستشفيات الجيش.
انتقل والت للعمل سكرتير المكتب الهندى بوزارة الخارجية الأمريكية، وهناك كتب ديوان "أوراق العشب" والذى تسبب فى طرده من قبل الوزير، على أساس أن العمل غير أخلاقى، ووقف بجانبه الكتاب والمثقفين ولم يتحملوا الإهانة التى لحقت بالشاعر، فكتب وليام أوكونور السياسى الاسترالى، كتاب "الشاعر الشيخ الصالح" عام 1866، تضامنا معه، كما كتب العديد من الكتب للوقوف بجانبه.
إصابة والت بالشلل أثرت على كتاباته، وغيرت فكرة، وتحول أسلويه الواقعى المباشر إلى التلميح، وأصبحت فلسفت مثالية روحانية يغلب عليها التصوف.
الشاعر الأمريكى والت الملقب بأبى الشعر الحر، كان يؤمن بعدد من الآراء، منها أن الشاعر هو ضمير أمته، والحرية الفردية لن تجد متنفسًا لها إلا فى الحب، وأن الحب والديمقراطية وجهان لعملة واحدة.