من الروايات التى أحدثت ضجة كبرى عند صدورها كانت رواية بلادك للكاتب الإيطالي تشيرازى بافيزى والتى صدرت طبعتها الأولى عام 1941، فى زمن الحرب العالمية الثانية.
وفى الرواية تعيش الشخصيات في أرض بلا عنوان وفي وقت بلا زمان، تعيش مرارة الوحدة، ثم الشعور بسطوة الحب ونشوته، ثم يأتي على حين غرة بطش الانتقام.
عاش تشيزاري بافيزي فى الفترة بين 9 سبتمبر 1908 - 27 أغسطس 1950م، وهو شاعر وروائي وناقد فنى ومترجم إيطالي، ويعتبر من أهم الأدباء الإيطاليين في القرن العشرين،أحبّ بافيزي امرأتين: "الفتاة ذات الصوت الأجشّ"، المناضلة المجهولة الاسم التي عرفها على مقاعد الجامعة، والتي سجنه الفاشيون بسببها ورفض أن يشي بها، وحين خرج من السجن عام 1936، وجدها قد تزوّجت بغيره ، ثم التقى كونستانس داولينج عام 1947، لكنّها سرعان ما هجرته بدورها وعادت إلى بلادها،فابتلع أقراصا في غرفة داخل فندق في السابع والعشرين من شهرأغسطس عام 1950، ومات.
وقد كتب بافيزى "مهنة الحياة" و"الصيف الجميل" و"القمر والنار" و"الرجل الوحيد"، وكتب أيضاً "قبل أن يصيح الديك".
بدأ الكاتب الإيطالى تشيزارى بافيزى فى كتابة رواية "بلادك" عام 1939 والرواية خطوطها الرئيسية هى "وحدة وحب وانتقام" وبالطبع فإن تلك الخيوط الأساسية التى لا تمثل الرواية فحسب، بل تمثل الحياة بأسرها. وقد أثار نشر رواية "بلادك" دويًّا هائلاً فى الأوساط الأدبية والفكرية، لأنها تناولت ما كان محرمًا مجرد الإشارة إليه فى تلك الحقبة، كما أزاحت الستار عن أديب جديد وضع أقدامه بثبات وقوة فى الأوساط الأدبية والفنية والفكرية فيما عرف بتيار "الواقعية الجديدة".
الرواية تعتمد على الحوار الداخلي، و أثارت الجدل بسبب موضوعها وفظاظة لهجتها، وتنبه النقاد فيما بعد إلى أن هذه الرواية القصيرة سبقتها أعمال كثيرة هيأت لها وخطت الخطوط العريضة لما تلاها، ويأتي في مقدمة هذه الأعمال قصة قصيرة عنوانها «السجن».
وظهرت الترجمة العربية للرواية فى عام 2010 عن المركز القومى للترجمة، وقام بنقلها للغة العربية مها محمد عبد العزيز.
ولـ تشيزارى بافيزى رواية أخرى صدرت ترجمتها أيضا عن المركز القومى للترجمة بعنوان رواية "القمر والحرائق" وهى رحلة عبر الزمن يقوم بها "أنجويلا" اللقيط، الذى يعمل فى مزرعة من مزارع لانجى، ثم يهاجر إلى أمريكا ويعود إلى قريته محققًا ثروة طائلة؛ ليبحث عن ذاته وزمن ماضيه البعيد بعين المهاجر الذى اكتسب خبرات عديدة، غير أنه يكتشف أن كل شىء قد تغير، ثم يعاود الرحيل من جديد.