يعتبر الكاتب المجرى شاركدى إمرة (1921- 1961) من آباء الحداثة السردية، وتؤكد أعماله قولاً نقدياً شائعاً مفاده أن روايات أى روائى تدور حول موضوع واحد. ظاهرياً يمكن تسميته أدب الخيانة الزوجية، أو أدب العشيق لكنه باطنياً أدب البحث عن النصف الثانى الضائع.
رواية الجبانة
تقول الرواية "فيما بعد، وأنا مستلقية على بطني، أرخيت رأسى على طرف السرير، وبيدى المتدليتين المتأرجحتين شرعت أرسم أشكالا على السجادة، كانت جميعها أشكالا عشوائية، لاهدف منها ولا مغزى لها، أنا شيء لا قيمة له، جبانة.
طفقت أرددها، وقد كان محببا إلى نفسى أن تيبور كان يضحك بعد كل مرة أرددها فيها، وقد بدت سعادته على نحو ظاهر جلي، لكونى الآن متجهمة الوجه، سعادته لكونه قد نال منى مبتغاه، مع أنى لا أعتقد أنه قد حقق لذة كبيرة جدا فى الأمر"
فى الرواية تفاصيل عن حيرة زوجة جميلة بين حياة الرفاهية والسيارة والمنزل والفيلا والرحلات وبين حبها الجديد للميكانيكى العازب الذى التقته حديثاً، وبين هذين ثمة عاشق ثالث يلاحقها مثل ظلها على دراجته النارية، الراوية مسرودة بضمير المتكلم الحميم والاعترافى، ليس لها شجاعة اتخاذ القرار بين الاختيارات الثلاثة لكنها تقرر فى نهاية الرواية أسهل قرار تتخذه وهو ان تستسلم لواقعها، أن تكون عشيقة جيدة إلى حد السأم!
شاركدى والتكريم
لم يلق "شاركدى إمرة" التكريم المناسب فى حياته، إذ لم يصنف من الكتاب الكبار إلا بعد وفاته، كما لم يعلم حتى الآن سبب وفاته هل هو انتحار أم حادث أو موت عادى؟ على رغم ميل أصدقائه إلى القول بسقوطه ثملاً من فوق سطح مبنى عالـ كان "شاركدى" صارماً فى مواعيده جاداً فى حياته التى أمضى 25 عاماً منها فى الكتابة، درس الصيدلة والحقوق وعمل فى المطابع وترك سبع روايات. كان مثله الكتابى الأعلى الكاتب الروائى مورس جيك نونت صاحب رواية "الأقارب"التى صدرت ترجمتها عن دار المدى. حصل على جائزة الشاعر المجرى يوجف اتيلا وهى كبرى الجوائز فى المجر.