الدعاة بزى العصر، كما يمثلهم نموذج عمرو خالد، يطلق عليهم وائل لطفى "دعاة السوبر ماركت"، ويؤكد أن لهم جذورا أمريكية، وذلك فى كتاب صدر حديثا عن دار العين للنشر بالقاهرة.
يقول وائل لطفى فى مقدمة كتاب "دعاة السوبر ماركت: الجذور الأمريكية للدعاة الجدد" إن هذا النمط ظهر ف بدايات تسعينيات القرن الماضي، وكان ظهورهم لافتا حيث لم يكونوا ينتمون لا لدعاة الأزهر بتعليمهم وزيهم التقليدي، ولا لدعاة السلفيين الذين يتميزون أيضا بمظهر معين وبخطاب مليء بالزجر والتخويف، والتركيز على فكرة (عمل الإنسان) كوسيلة لنجاته من النار.
ويضيف: كان الدعاة الجدد مهنيين وأشخاصا عاديين اكتسبوا الثقافة الدينية من خلال دروس البيوت وحلقات المساجد، كانوا يرتدون زيا يشبه زى الجمهور الذى يستمع إليهم، وكانوا يتحدثون بلهجته (العامية البسيطة) أو اللغة البيضاء، التى تجمع بين الفصحى والعامية، وكانت هذه سمة أخرى تميزهم عن دعاة الأزهر من جهة، وعن الدعاة السلفيين من جهة أخرى.
ويرى وائل لطفى أنه لم يدرك الكثيرون أن هذا الاختلاف فى الزى وفى اللغة وفى طبيعة التكوين كان يقربهم من رجال دين ينتمون إلى دين آخر تماما هم الوعاظ البروتستانت الذين ظهروا كنتيجة وكصرخة احتجاج على الكنيسة الكاثوليكية أطلقها مارتن لوثر عام 1517م لم يكن التشابه فى جوهر الدين بكل تأكيد، لكنه كان تشابها فى طريقة صياغة الخطاب، وطريقة توصيله، وفى فهم دور الداعية أو رجل الدين وطبيعة علاقته بجمهوره.
ويخلص المؤلف فى خاتمة الكتاب إلى أن تلك الظاهرة قد انتهت.. لكنه يستدرك قائلا: هذا لا يعنى أنها تعيد إنتاج نفسها فى انتظار انتهاء الظرف الضاغط الذى يمنعها من التمدد، ولا يبدو حتى الآن أن هناك نموذجا بديلا يصلح لملء الفراغ.