ما من ليلة من ليالى السنة يقدسها المسلمون مثل ليلة القدر، ولعلها أكثر أيام شهر رمضان الفضيل تقديسا، حيث يؤمن المسلمون أن وحى السماء وأولى آيات القرآن الكريم قد أُنزلت على النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - فى تلك الليلة المباركة.
وكما لليلة قدسية لارتباطها بنزول الوحى إلى النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن الليلة المباركة لها الكثير من الفضائل، وذلك استنادا للنص القرآنى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِى حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)".
وبحسب أحد مواقع الفتاوى الإسلامية، حدد "المباركفورى" فى كتاب الرحيق المختوم نزول الوحى عليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: وبعد النظر والتأمل فى القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد يوم نزول الوحى بأنه يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا، ويوافق 10 أغسطس سنة 610 مـ.
ويذكر الدكتور عبد المنعم الفنى، فى كتابه "موسوعة أم المؤمنين عائشة"، أنه بحسب مدة وحى المنام وهى ستة أشهر، إلى أن نزل الملاك جبريل فى شهر رمضان، وكان النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - على رأس الأربعين، قرن به جبريل أو إسرافيل، فكان يلقى إليه الكلمة أو الشىء مدة ثلاث سنوات.
وتطرق الكتاب إلى توضيح حديث ابن عباس حين قال: "أقام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة" وحول ما إذا كان ذلك يتناقض مع نصوص القرآن: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" أو "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، والمعنى أنه أنزل فى ليلة القدر إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقا، وفى الحديث: "أنزلت التوارة لست مضين من شهر رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان"، أى كان نزوله إلى السماء الدنيا فى الرابع والعشرين فى ليلة القدر.