واحدة من الروايات المشهورة للكاتب العالمى البريطانى سومرست موم هى (القمر وستة بنسات)، The Moon and Sixpence، وتحكى عن ذلك الرجل المتوسط الذى يعيش حياة عادية، وفجأة ترك كل شىء وهجر زوجته وأطفاله لغير سبب معقول بالنسبة لها، وهو أن يرسم. سنعرف أن هذا الرجل هو الرسام الشهير (جوجان)، والذى انعزل عن المدنية فى جزيرة نائية، ورسم أعظم أعماله وهو أعمى.
الرواية صدرت ترجمتها عام 1980 عن دار الهلال بالقاهرة، وقد كانت ترجمة بدون وجود اسم مترجم، وبعنوان غريب (قلب المرأة)، وادّعى من ترجمها أنه لو أبقى على عنوانها الأصلى لما فهم القارئ مغزاها!
وسومرست موم روائى وكاتب مسرحى إنجليزى كان من أشهر كتاب بداية القرن العشرين وكان من أكثر الكتاب ربحا فى الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد كان مصابا بداء السل الرئوى الحاد والذى منعه من استكمال أكبر مخاطرة فى حياته وهى العمل مع المكتب السادس البريطانى (المخابرات البريطانية آنذاك)، بالتعاون مع المخابرات الأمريكية وكانت المهمة عبارة عن العمل كجاسوس للمخابرات البريطانية داخل بيتروجراد فى روسيا إبان الثورة الروسية على القيصر واستلام البلاشفة وعلى رأسهم لينين الذى أصبح بعدها زعيم الشيوعية السوفيتية، وكانت مهمته تتلخص بجمع المعلومات لمصلحة المخابرات البريطانية بخصوص السلام الأحادى بين روسيا وألمانيا والذى كان الشعب ينادى به ووافقهم عليه الحزب وكانت هذه ثورة السلام والخبز، ومن خلال موم تبين للبريطانيين والأمريكيين أن لينين قد وصل لروسيا من خلال عملية القطار الحديدى التى نفذتها ألمانيا وكان محتما منع لينين من توقيع السلام وكان لموم أهمية كبرى فى ايصال هذه المعلومات فبادرت المخابرات البريطانية لسحب سومرست هوم من المنطقة وشن غارات على روسيا لاجبارها على استكمال الحرب وبعد ذلك تم عزل سومرست هوم من اللعبة الاستخباراتية وعلى إثر ذلك كتب روايته المشهورة كنت جاسوسا، والتى حققت مبيعات هائلة، وكذلك حققت صدمة كبرى للسوفييت.