من بين الشعوب القديمة التى عاشت فى قارة أمريكا اللاتينية، كان هناك ما يعرف بشعب الياجان، وهو أحد الشعوب الهندية القاطنة فى الجزء الجنوبى للقارة، والذين يعتبرون الشعب الساكن أقصى جنوب الكرة الأرضية.
وشعب الياجان، من أقدم شعوب الأرض، ولا يزال قائما حتى الآن، رغم قلة عدده، إلا أن لديه خصوصية ثقافية ولغة تخصه، لكن أغلبه الآن يتحدث الفرنسية، ويتعايش مع المهاجرين الجدد للقارة، وقليل جدا بل نادر من يتكلم بلغة الياجان والتى تعتبر إحدى اللغات المعزولة فى العالم.
وبحسب تقارير نشرته جريدة "ذا صن" البريطانية، فإن "الياجان" إحدى اللغات القديمة جدا فى العالم، وهى على وشك الانقراض أو الموت لأن المتحدثة الوحيدة بها هى جدة "معمرة" من تشيلى يبلغ عمرها 91 عاما، تدعى كريستينا كالديرون.
ومن المتوقع أن تنقرض ثقافة الياجان بأكمله، ما لم تبذل الجهود الكافية لإنقاذ اللغة التى يبلغ عمرها 10 آلاف عام، ويمكن القول إن كريستينا كالديرون هى آخر ناج حى من شعب الياجان، وهم السكان الأصليون فى أقصى الجنوب من أمريكا الجنوبية، حيث عاشوا لأكثر من 10 آلاف سنة.
وبحسب ما نشرته وكالة "رويترز" للأنباء، فإن كالديرون (91 عاما) هي آخر من بقي على قيد الحياة من متحدثي لغة يامانا التي كانت لغة شعب الياجان على مدى آلاف السنين.
تقول كالديرون ”كان هناك الكثير من أبناء الياجان، أبي وأمي كانا من هذا الشعب لذلك عندما ولدا كانا يتحدثان لغته وهكذا نشأت أنا“.
ولم تتعلم كالديرون اللغة الإسبانية إلا عندما أصبحت في التاسعة من العمر.
وفى عام 2009، اعترفت الحكومة التشيلية بأن كالديرون "كنز بشرى حى".
وتمنح اليونسكو هذه الجائزة للأفراد الذين تعتقد أنهم "يمتلكون المعرفة العالية والمهارات اللازمة لأداء أو إعادة إنشاء عناصر محددة من التراث الثقافي، غير المادى".
ويعتقد أن زهاء 3 آلاف فرد من الياغان كانوا موجودين فى منتصف القرن التاسع عشر، وفقا للأصول القديمة، وأدى الاستعمار الأوروبى إلى نقل المرض لمناطق من أمريكا الجنوبية، ما تسبب بفقدان سكان الياغان للكثير من أراضيهم.
وتستخدم كالديرون الآن لغتها الأم فى محاولة لمشاركة أصلها القديم مع أقاربها، ويجرى حاليا تدوين اللغة وتعليمها بشكل موسع، على أمل أن تعيش ثقافة الياغان لفترة طويلة بعد وفاة كالديرون.