يقول كتاب معارضة المسلمين الأوائل لتأويل القرآن لـ المستشرق النرويجى هاريس بير كيلاند ترجمة قنينى عبد القادر والصادر عن دار نشر أوراق "لقد وجدت معارضة التفسير فى بعض الدوائر الدينية المتشددة طوال الفترة الممتدة من نهاية القرن الأول للهجرة إلى القرن الثالث (بل ربما أبعد من ذلك)".
ويقول الكتاب: لقد كانت الدواعى والأسباب مختلفة أشد الاختلاف، وهكذا فإنه لا شك بأن الرجال الأتقياء مثل أبى وائل شقيق أبى سلمة كانت توجد لديهم أسباب أخرى غير تلك التى تصدر عن النظريات النقدية للحديث الصحيح عن رجال من نحو أحمد بن حنبل الذى كان يرى التفسير علما معترفا به، وعالم اللغة الأصمعي، توجد له كذلك أسباب يمليها عليه موقف شخصي، غير أن حركة المقاومة ضد التفسير إنما كان يحدثها أساسا أهل التقوى المخالفون للعقلانية على غرار ما نصادفهم فى العالم بأسره إلا أن المستشرق الشهير "جولدتسيهر" تناول هذه المسألة من زاوية خاطئة.
ويضيف الكتاب، فلم يكن قادرا، يقصد جولد تسيهر، أن يفهم التقوى التى تعارض على نحو متعصب كل تأويل للكلام المقدس ثم إنه لم يفهم بأن هذا الاتجاه فى التقوى كان معارضا وبالإجمال إنه لم يفهم المعارضة الداخلية العميقة الموجودة فى صحيح الإسلام الأولى وباعتراف الجميع يبدو أن ابن عباس نفسه لم يتعرض للطعن، غير أنه وجدت معارضة ضد أتباعه وتلامذته.