ولد الشاعر خوان رامون خيمينيث، فى جنوب إسبانيا عام 1881، ودرس الفنون الجميلة فى جامعة إشبيلية قبل أن يتفرغ للكتابة.
ذهب خيمينيث إلى مدريد فى عام 1900 بعد أن دعاه الشاعر روبن داريو، وفى نفس العام أصدر أول مجلدين من الشعر، الأول يحمل عنوان "أرواح البنفسج" والثانى يحمل عنوان " زنبق الماء الأبيض"، وتمت طباعة المجلدين باللونين الأخضر والبنفسجى.
اشترك خيمينيث مع زنوبيا كمبروبى، زوجته، فى ترجمة الشاعر الهندى طاغور إلى الإسبانية، وعند اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 يسافرا معًا إلى الولايات المتحدة، وعندما تسيطر قوات فرانكو على الحكم فى إسبانيا يفقد خيمينيث أمل العودة إلى الوطن الأم فيقرر الهجرة إلى بورتوريكو، ويعيش هناك حتى موته فى 1958.
عُرف الشاعر بصحته المتدهورة، حيث عانى من الاكتئاب طوال فتراتِ حياته، بداية من موت أبيه فى صباه حتى موت زنوبيا فى شيخوخته، زنوبيا التى أحبها الشاعرُ حبًّا عظيمًا والتى كانت على فراش الموتِ عندما تحصل على جائزة نوبل عام 1956، وكتب الشاعر بعد موتها قصيدته المشهورة "نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى" ونقرأها معا من ترجمة الدكتور محمد قصيبات:
(1) إلى السيدة عجالة
إذا أسرعتِ
فإن الزمن سيطير من بين يديكِ
مثل فراشةٍ طائرة
إن تمهلتِ
فإنّ الزمنَ سوف يمشى خلفكِ
مثل ثورٍ مطيع
(2) أنا
أنا لستُ أنا
إننى هو
الذى يمشى بجانبى دون أن أراه
والذى أكاد – أحيانا – أراه
والذى أنساه مرات عديدة
والذى يصمتُ عندما أتكلم
والذى يغفر ، يا حلوتي، عندما أكره
والذى يمشى عندما أتوقف
والذى سوف يظل واقفًا
عندما أموت.
(3) نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى
نزعتُ عنك البتلات واحدة بعد الأخرى
وكأنك كنتِ وردة
أبحثُ عن روحها
فلم أجد شيئًا
لكننى نظرتُ إلى تلك الأشياء التى حولها
- أفق السماء والمحيطات –
واللا منتهي
فوجدتُها تحمل عطرًا
هائلا وحيًّا.
كان إنتاج خيمينيث من الشعر هائل جدًا، ومن بين أعماله المشهورة والمعروفة على مستوى عالمى، " قصائد روحانية" عام 1916 و"الأحجار والسماء" لعام 1919 و"أشعار وأبيات نثرية" عام 1923 و"أصوات الأغانى" عام 1945 و"حيوان فى الأسفل" عام 1947 ومجموعة شعرية مكونة من 300 قصيدة شعرية والتى قام بتأليفها بين عام 1903 وعام 1953، وتمت ترجمة هذه المجموعة الشعرية إلى الإنجليزية بواسطة المترجمة إلويز روتش فى عام 1962.