صدر فى بيروت عن دار الرافدين للنشر، مجموعة شعرية للشاعرة العراقية دنيا ميخائيل تحت عنوان "الغريبة بتائها المربوطة"، وتقع فى 128 من صفحة من القطع المتوسط.
ضمت المجموعة (30) نصاً شعرياً جديداً عالجت فيه الشاعرة موضوعات الإنسان المعاصر بلغة صافية مقتصدة وشفافة، كما تخللت النصوص تخطيطات تعبيرية بريشة الشاعرة "استدعاءً للروح السومرية ومحاولات الإنسان القديم للتعبير بغياب الكلمات" بحسب المؤلفة.
اللافت أن الكتاب اعتنى إلى حد بعيد بالمرأة المسحوقة حول العالم وأحوالها المتردية وما تعانى منه عنفاً وإقصاءً وتمييزاً كما فى نصوص "الغجرية"، "ثلاث نساء"، "قبر جدتى" وغيرها، ما أكسبه خصوصية. كما هيمنت على الكتاب أجواء الحرب، المنفى، الموت، الهجرة والتشرد وهى الموضوعات التى لم تغادر عالم الشاعرة التى تركت بلادها العراق إلى المنفى وشجونه بعد أن ثبتت اسمها كواحدة من الأسماء الشعرية البارزة فى جيل الثمانينيات الشعرى فى العراق.
"من أجواء المجموعة نقرأ نص "عند حافة مقبرة جماعية"
كان نائماً على جنبهِ
مثلما يفعل دائماً
سوى أن عظامه بارزة
يمكن حسابها
محاطاً بالأصدقاء
كالعادة
سوى أنهم موتى
هادئاً تماماً
لا مبالياً بجروحهِ
مثلما كان وهو طفل
سوى أنه لن يكبر أبداً
قريبان أحدهما من الآخر
مثل شجرتين متلاصقتين
كانتا متكـأ لظهريهما
سوى أنهما الآن بلا كلام
فوق المقبرة الجماعية
تتسلل الشمسُ بين الغيوم
مثل كل مرة
سوى أنها اليوم تضيء الموتَ أكثر.