كاتب قصص خرافية ومغامرات استطاع أن يضع شخصية أسطورية، وهى كونان البربرى، والتى أصبحت تقارن بشخصيات السلاسل القصصية مثل طرازان ودراكولا، هو الكاتب روبرت إرفين هوارد، الذى تحل ذكرى رحيله اليوم إذ رحل عن عالمنا يوم 11 يونيو 1936م.
روبرت ولد فى 22 يناير 1906م، ورحل فى سن مبكر من العمر حيث كان يبلغ 30 عامًا فقط، ولكنه استطاع أن ينتج ما يقرب من 300 قصة و700 قصيدة، وكان سبب حبه للشعر والأدب أمه التى كانت تهتم بالفقراء والأعمال الخيرية، ومساعدة أقاربها المرضى مما اسفر عن نقل عدوى السل إليها، وهو المرض الذى جعل داخل الكاتب الراحل تأكيد ويقين أن قسوة وتفاهة الوجود.
بدأت فكرة التخيل لدى روبرت تتكون بعدما كان يستمع للحكايات الأسطورية من جدته والعبيد السابقين، حكايات الجنود القدامى فى الحرب، وزيارة المواقع القديمة، حيث كان الراحل من سلالة عائلة حاربت مع الجنوبيين فى الحرب الأهلية الأمريكية، وكان والده طبيبًا جوالا، فكان ينتقل بين المدن بسبب طبيعة عمل والده.
كان روبرت يكتب وهو فى سن التاسعة، وكان يختار أبطاله أقوياء مفتولى العضلات، وكان ذلك بسبب أنه لاعب لرياضة الملاكمة التى كانت سائدة فى عصره.
كان لأمه تأثير كبير فقد عرفت بقيامها أعمال الخير الكثيرة ومساعدة أقاربها المرضى مما نقل إليها عدوى السل، وكانت هي من غرست فيه حب الشعر والأدب ولم ينسَ فضلها؛ رسّخ مرضها المتزايد عنده فكرة قسوة وتفاهة الوجود. كانت الملاكمة هي الرياضة السائدة في عصره وكان يمارس الملاكمة من حين لآخر فكان أغلب أبطاله أقوياء مفتولي العضلات. وفي نفس السنة التي انتقل فيها إلى كروسبلاينز ذهب مع والده إلى نيو أورلينز عندما كان يأخذ محاضرات طبية هناك ورأى روبرت في مكتبة كتابا حول قبائل كانت تعيش في شمال اسكتلندا عند مجيء الرومان تسمى البكتيون أو الملونين باللاتيني لوشومهم التي كانوا يرسمونها على أنفسهم، مما أثار مخيلته عنهم عن البرابرة الذين يعيشون خارج الحضارة وفي حياة قاسية لكنهم أحرار ولا يسيطر عليهم أحد.
دخل روبرت فى علاقة مع معلمة تدعى نوفالين برايس التى نشرت حكايتهما فى كتاب بعد سنوات، تحت عنوان "شخص مشى وحيدًا"، وتحول إلى فيلم سينمائى بعد ذلك بعنوان "العالم بأسره".
حتى يستطيع أن ينتج أعماله الأدبية كان يعمل فى مهن عديدة منها قطف القطن، وناقل للقمامة، ووشم الماشية، ولكنه فى يوما ما استطاع أن يبيع قصته "رمح وناب" بـ 16 دولار فعرفة القراء لمجلة حكايات غريبة وأصبح هوارد مواظبا على الكتابة فى المجلة بعد ذلك، لدرجة أن قصته احتلت صفحة الغلاف.
تعرض الكاتب الراحل إلى نوبات اكتئاب شديد، لدرجة اتخاذه قرار بالانتحار، فالكل رحل عنه، فتزوج أصدقاؤه، وحبيبته رحلت لتكمل دراستها، وأمه دخلت فى غيبوبة، وابلغته الممرضه أنها لن تفيق مرة اخرىن فأخذ مسدسه واطلق النار على رأسه يون 11 يونيو 1936من ورحلت أمه فى صباح اليوم الثانى، ودفنا مع بعضهما فى جنازة مشتركة.