من المعارك التى وقعت فى التاريخ الإسلام معركة "فخ" والتى حدثت بعدما تمكن العباسيون من إحكام قبضتهم على الدولة الإسلامية، بالقرب من مكة فى مكان يسمى "فخ".
متى وقعت معركة "فخ" فى التاريخ الإسلامى؟
وقعت فى عام 169 هـ (786 م)، على يد زعيم علوى جديد، ينحدر من الفرع الحسنى، وهو الحسين بن على بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب.
كيف اجتمع العلويون واستعدوا للمعركة؟
رفع الحسين بن على راية الثورة فى المدينة المنورة، واجتمع معه العلويون، خصوصاً بنى عمومته سليمان وإدريس ويحيى أبناء عبد الله بن الحسن، الذين كانوا يطمحون للانتقام مما لحق بأخيهم محمد النفس الزكية فى عهد أبى جعفر المنصور.
كيف وصفت الكتب ذلك؟
يذكر الأصفهانى فى "مقاتل الطالبيين" أن الثوار، بعد أن سيطروا على المدينة، توجهوا إلى مكة أثناء موسم الحج، وفى طريقهم إليها، وبالتحديد فى وادى فخ، لحق بهم الجيش العباسى الذى أرسله الهادى بقيادة موسى بن عيسى، ووقع الصدام بين الطرفين.
هل كان الفريقان متكافئين فى المعركة؟
لا تتوفر معلومات مؤكدة حول أعداد الطرفين، لكن من الواضح يبدو أن القوة العلوية كانت أقل بكثير من مثيلتها العباسية، وهو ما يتفق مع ما ذكره المؤرخون عن الانتصار السريع الذى أحرزه موسى بن عيسى، وما لحق به من مذابح موجعة للعلويين.
كيف وصفت الكتب نتيجة المعركة؟
يتحدث ياقوت الحموى فى كتابه "معجم البلدان" عن المذابح التى مورست ضد العلويين فى فخ، فيقول: "بقى قتلاهم ثلاثة أيّام حتّى أكلتهم السباع، ولهذا يُقال: لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخّ". أما الأصفهانى فيعبّر عن المهانة والاضطهاد المعنوى الذى مارسه العباسيون ضد الناجين من العلويين، فيقول: "لما قُتل أصحاب فخّ جلس موسى بن عيسى بالمدينة، وأمر الناس بالوقيعة على آل أبى طالب، فجعل الناس يوقعون عليهم حتّى لم يبقَ أحد".