صدرت حديثا ترجمة رواية الحسون لـ دونا تارت ترجمة الحارث النبهان عن دار التنوير، 2019، وقد ظلت رواية الحسون على قائمة الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة لأكثر من 30 أسبوعًا، كما كانت من الأكثر مبيعًا في إنجلترا، فرنسا، إيطاليا وفنلندا.
وحصلت الرواية على جائزة البوليتزر وترشحت لجوائز عالمية أخرى، كما تتحول الآن إلى فيلم سينمائي، وهي رواية (ديكنزية) لامعة تُجمّع مواهب دونا تارت المتميزة في القصّ ضمن كُلٍّ سيمفونيٍّ ممتع وتذكّر القارئ بالمسرّة الغامرة للسهر والقراءة طيلة الليل.
وكتبت عن الرواية هناء عليان فى (الحياة) تقول: اختارت الكاتبة لوحة "الحسون" للرسام الهولندي كاريل فابريتيوس، أحد أهم تلامذة رامبرانت، لتكون محور الرواية وتحتل غلافها، مستوحية من حياة الرسام الهولندي الذي قضى شاباً في انفجار مستودع بارود دمر محترفه في مدينة ديلفت عام 1654 (العام نفسه الذي رسم فيه لوحته المميزة). ولا عجب في أن تكون الرواية جذبت آلاف الزوار إلى متحف "فريك" في نيويورك لرؤية هذه اللوحة وجهاً لوجه.
وليس عبثاً أن تكون تارت اختارت فابريتيوس الذي قضى بدوره في انفجار ليكون مصدر إلهامها.
في مستهلّ الرواية يتضح سبب اختيارها الذكي، وهو ما منحها ثناء اضافياً لدى النقاد. يجوب بطل القصة، ثيو ديكر (13 عاماً) في شوارع نيويورك، حزناً على وفاة والدته بانفجار استهدف متحف المتروبوليتان. هربا معاً من عاصفة ممطرة إلى كنف المتحف لتريه لوحة "الحسون" المفضلة لديها، أعجبته اللوحة، لكنّ الفتاة الصهباء المشاكسة التي دخلت برفقة رجل مسن لفتت نظره بشدة.
في غضون لحظات، خيّم الموت على المكان. لم يدرك أنه لا يزال حياً إلا عندما ناداه الرجل المسن الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ليوصيه بأن يأخذ خاتماً أثرياً إلى مكان يسمى «هوبارت وبلاكويل»، وبأن يحمل معه لوحة «الحسون» التي كانت ملقاة على الأرض بلا إطار أو حراسة.
في حال من الذهول التام، قرر ثيو أن يطيع الرجل الغريب. خرج من بين الركام والأشلاء المتناثرة متفادياً النظر إلى اللوحات الصامتة المعلقة على الجدران والتي بدت واجمة من فداحة المشهد، لكنه توقف برهة ليفكر في «المفارقة الخيالية التي مزجت بين الماضي والحاضر بلغة البارود».
ولدت دونا تارت في غرينوود بولاية ميسيسيبي، وهي صاحبة روايتَيّ "التاريخ السري" و"الصديق الصغير" المترجمَتين إلى ثلاثين لغة.