تمر اليوم الذكرى الـ630 على وقوع معركة قوصوة التى انتصر فيها السلطان العثمانى مراد الأول على الجيش الصربى، والتى مكنت العثمانيين من السيطرة على البلقان.
ومعركة قوصوة (نسبة إلى قوصوة، كوسوفو حاليا) هى معركة وقعت فى 15 يونيو 1389 / 20 جمادى الآخر 791 هـ بين جيش العثمانيين وجيوش الصليبيين المكونة من الجيش الصربى والألبانى بقيادة ملك الصرب أوروك الخامس، حدثت المعركة فى مكان يسمى قوصوة (كوسوفو حاليا) موقعها حوالى 5 كيلومترات (3.1 ميل) شمال غرب مدينة بريشتينا الحديثة.
وبحسب كتاب "حدث فى مثل هذا اليوم الجزء الثانى" إعداد فادى أسعد فرحات، فإن المعركة بدأت بعد انزعاج ملوك أوروبا من توسعات الدولة العثمانية والتى قد توغلت فى القارة الاوربية حتى تاخمت حدود دولة الصرب والبلغار وألبانيا وأحاطت بالقسطنطينية من كل اتجاه، فأرسلوا إلى البابا يسنجدونه فقام بدعوة ملوك أوروبا لحروب صليبية جديدة، وفى تلك الأثناء قام ملك الصرب بمهاجمة أدرنة وكان السلطام مراد الأول غائبا عنها، فلم علم بأمر الهجوم عاد وحارب الصرب وهزمهم.
واستمرت المناشاوات بين العثمانيين والأوروبيين مدة من الزمان حتى عقد الصرب والبلغار صلحا مع الدولة العثمانية نظير حماية سنوية يدفعونها لهم، حتى قام الصرب بنقض عهودهم وتحالفوا مع ألبانيا ضد العثمانيين ليلتقى الفريقان فى قوصوة، وانتهت بانتصار المسلمين وأسر لازار صهر ملك الصرب.
ويذكر أنه أثناء تفقد الأمير مراد ساحة القتال قام جريح من بين القتلى الصرب وطعنه فجأة بخنجر ققتله على الفور.
ويوضح الكتاب أن أهوال تلك المعركة استمرت ماثلة فى وجدان الصرب حتى نهاية القرن العشرين، عندما أعلن الرئيس اليوغسلافى فى وقتها سلوبودان ميلومشيفتش عام 1989م، فى خطاب نارى ملىء بالخلفية التاريخية إنهاء حالة الحكم الذاتى التى كان إقليم البوسنة والهارسك يتمتع بها حتى ذلك الحين، مما عجل باشعال الحرب الأهلية اليوغسلافية عام 1991م، بإعلان جمهوريتى سلوفينيا وكرواتيا والاستقلال عن الدولة الفيدرالية اليوغسلافية فقامت حروب البلقان الجديدة ثم امتدت إلى البوسنة والهرسك ثم إلى كوسوفو ولم تنته تلك الحروب قبل التوصل إلى اتفاقيات وقعها الصرب اضطرارا وتقضى باستقلال كل الجمهوريات وتفكيك دولة يوغسلافيا القديمة.
يذكر أن حرب البوسنة والهرسك هى عملية نزاع دولى مسلح حدثت فى البوسنة والهرسك من مارس 1992 حتى نوفمبر 1995. وكان هناك دول كثيرة دخلت كأطراف فى هذه الحرب، وحسب قول محكمة الجزاء الدولية فى يوغسلافيا، فأطراف الصراع هى البوسنة والهرسك وجمهورية يوغوسلافيا وكرواتيا.
وتبعا لتقارير محكمة العدل الدولية فإن صربيا قد ساهمت فى تلك الحرب بجيشها ودعمها المالى للقوات الصربية والتى أصبحت فيما بعد جيش يوغسلافيا الشعبى. وقد قدمت كرواتيا قواتها أيضا، أما بالنسبة للبوسنة فقد كانت قوات الحكومة البوسنية تقود جيش جمهورية البوسنة والهرسك.