تمر اليوم الذكرى الـ189، على بدء الاحتلال الفرنسى للجزائر، والذى استمر قرابة الـ132 عامًا، راح خلالها مئات الآلاف من الشهداء الأبرار دفاعًا عن أرض الجزائر.
وكانت فرنسا، التى كانت تنوى احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت، استعملت حادثة المروحة كذريعة لاحتلال للجزائر، فهاجمت الجزائر من ميناء طولون بحملة بلغ قوامها 37,600 جندي.
وصلت هذه الحملة إلى سيدى فرج فى 14 يونيو 1830 الموافق 23 ذو الحجة 1245 هـ، وبعد الاحتلال بيومين فرضت فرنسا على الجزائريين قانون الأهالى، إيذانًا ببدء الاحتلال للدولة الجزائرية.
وكانت فكرة الاحتلال الفرنسى للجزائر فكرة ملحة منذ أن تأسست الشركة الملكية الإفريقية الفرنسية بمينائى القالة وعنابة. خصوصا بعد أن ظهرت الأطماع البريطانية فى الجزائر من خلال الحملة إكسموت سنة 1816. وفى هذا الإطار كلف نابليون المهندس الفرنسى بوتان سنة 1808 م بإعداد دراسة عن الساحل الجزائرى وضبط الخريطة المفصلة لأحسن موقع لإنزال الجيش على التراب الجزائري.
ومنذ أن احتلت فرنسا الجزائر، اتبعت عدة سياسات تجاه السكان الأصليين، وتتمثل فى التفقير والتهجير واحتكار أسواقها، فيما وفرت كل سبل العيش والرفاهية للمستوطنين الجدد القادمين ومن فرنسا وباقى أوروبا.
ووفقًا للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، نشر فى يوليو 2014، تناول جرائم الاستعمار الفرنسى بالجزائر، إن عدد شهداء الاحتلال الفرنسى تجاوز المليون ونصف المليون، لأن عددهم فاق 9 ملايين استنادًا إلى الأرشيف الفرنسى الخاص بفترة الاحتلال، وإلى كتابات مؤرخين فرنسيين، من بينهم المؤرخ اليسارى جاك جوركى الذى يخبرنا بأن فرنسا قتلت 10 ملايين خلال الحقبة الاستعمارية.
ومنذ اليوم الأول رفض الشعب الجزائرى، حتى بدأت شرارة الثورة، بتأسيس "جبهة التحرير الوطنى "التى أصدرت أول تصريح رسمى لها يعرف بـ "بيان أول نوفمبر "، وقد وجهت هذا النداء إلى الشعب الجزائرى مساء 31 أكتوبر 1954 ووزعته صباح أول نوفمبر، حددت فيه الثورة مبادئها ووسائلها، ورسمت أهدافها المتمثلة فى الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري.