الخليفة الفاطمى السابع والده الخليفة المنصور الحاكم بأمر الله، هو الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن على بن منصور، والذى تحل ذكرى ميلاده اليوم إذا وبد فى مثل هذا اليوم من عام 1005م، وخلال السطور المقبلة نستعرض نبذة عن سيرته.
الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن على بن منصور، ولد بالقاهرة، وتم مبايعته فى عيد الأضحى من عام 411 هجريًا، وهو فى سن 16 سنة، وتم الاتفاق على أن يتمه مبايعته عقب صلاة العيد مباشرة.
وحاول أبوه الحاكم بأمر الله أن يبعده عن كرسى الخلافة لعدم قدرة الابن المنغمس فى الملذات على إدارة دفة الحكم بالبلاد حتى أنه خالف قاعدة الشيعة الإسماعيلية فى توريث الإمامة للابن الأكبر للخليفة دون سواه وعهد بولاية العهد من بعده لابن عمه عبدالرحيم، وقد أثار قرار الحاكم حنق أفراد الأسرة الفاطمية، ويقال إن أخته (ست الملك) دبرت أمر قتله لتفادى وراثة عبد الرحيم للحكم، رغم أن بعض المؤرخين استبعد ذلك، ولم تكتف (ست الملك) بذلك، بل أرسلت أوامرها بالقبض على عبدالرحيم ابن عم الحاكم بأمر الله وولى عهد المسلمين فى بلاد الشام وأن أعدم الرجل وطواه النسيان.
ويسرد المقريزى أن جدة أبيه هى التي خلعت عليه لقب الظاهر لإعزاز دين الله، بعد أن ألبسته تاج المعز لدين الله حيث يقول ما نصه: "فأخرجت على بن الحاكم بأمر الله ولقبته الظاهر لإعزاز دين الله وألبسته تاج المعز جد أبيه، وهو تاج مرصع بالجواهر الفاخرة وجعلت على رأسه مظلة مرصعة، وأركبته فرسا رائعا بمركب ذهب مرصع وأخرجت بين يديه الأمير الوزير رئيس الرؤساء، خطير الملك أبا الحسن عمار بن محمد ونسيماً صاحب السيف فى عدة من الأستاذين تخدم، فلما برز وشوهد تقدم الوزير وصاح : يا عبيد الدولة مولاتنا تقول لكم هذا مولاكم أمير المؤمنين فسلموا عليه فقبل ابن دواس الأرض ومرغ خديه بين يديه وفعل ما يتلوه من سائر طبقات العسكر مثل ذلك، وضربت البوقات والطبول وعلا الصياح بالتكبير والتهليل والظاهر يسلم على الناس يمينا وشمالا".
وتوفى ببستان الدكة خارج القاهرة فى ليلة الأحد النصف من شعبان سنة 427 هجرى الموافق 13 يونيو 1036 م، وعمره إحدى وثلاثون سنة، ومدة خلافته خمس عشرة سنة وخلفه على العرش ابنه معد المستنصر بالله الفاطمى الذى أنجبته له جاريته السيدة رصد.
وقيل: إن الرجل الذى فعل ذلك كان من الجهال الذين استغواهم الحاكم وأفسد عقائدهم. فلما بلغ الظاهر ذلك شق عليه وكتب كتاباً في هذا المعنى.