في ديوانه " يفسر للريح أسفارها" يبدأ الشاعر سامح محجوب في صياغة مفهوم جديد للمجاز، يقربه أكثر من الواقع، بل ويوظف الخيال فى علائق ملتبسة مع حقائق ثابتة مكررة، ليصنع المفارقة.
الديوان هو نمط جديد للقصيدة المشحونة بالصور والأخيلة المدهشة، وفي الوقت نفسه القريبة من الواقع والمعبرة عنه برؤية شعرية مميزة.
إذا كان الوجع الإنساني العام هو المسيطر على أجواء القصائد، فهي لا تخلو أيضا من ألعاب الهوى والعشق التي يبثها الشاعر في أكثر من قصيدة، بل ويوظفها داخل قصائد متعددة.
بداية من ضربة البداية قي قصيدة " جالاتيا" التي يعيد فيها الشاعر صياغة حكاية " بيجماليون" بطريقة شعرية مجازية، كما تلعب المفردات الموسيقية مثل موسيقى الحجرة، وعازف الكمان الاعمى و"يوهان شتراوس" دورا مهما في بنية العديد من القصائد، لتصبح الموسيقى رديفا للمحبة، للخيال، للسحر، للحزن والألم.
بين الحب والحرب، الخيال والواقع، الجسد والروح، القوة والضعف، الملائكة والشياطين، البراءة والغواية، تتلمس القصائد ضفة أخرى نحو عقل المتلقى، لتجعله لا يكتفي بالتفاعل معها ، بل عليه ان يوظفها ذهنيا في محاولة فهم العالم من زاوية غير اعتيادية.
كأن الشاعر يتجول على ظهر عاصفة تجوب العالم يأخذ مشهد من هنا ومشهد من هناك. الحرب في اليمن ، اللاجيئن السوريين في تركيا ، الأمم المتحدة ، كتب التاريخ في شارع المتنبي. تمثال " أبو نواس" وغيرها من المفردات الدالة سياسيا وثقافيا. ليبني الشاعر قصائده مستخدما فيها دم ولحم العالم ، الى جانب الاخيلة والمجازات والاساطير والملاحم.
يفسر للريح أسفارها هو الديوان الخامس لسامح محجوب وصدر مؤخرا عن دار فضاءات ، وصدر له من قبل " لا شئ يساوي حزن النهر " و" الحفر بيد واحدة " و" مجاز الماء " و" امراة مفخخة بالياسمين .. ينتظرها عاشق أعزل "